شخصياتمستجدات

عندما يتطاول الاقزام على المهدي بن بركة العملاق

مجيد مصدق

اذا كان دفاع المرء عن قضايا التحرر عملا تجسسيا،فان كل الأبطال الكبار الدين صنعوا التاريخ وغيروا مجراه عملاء بهده الصفة..
دلك ما حاولت الكشف عنه زورا الوثائق التي رفع عنها “طابع السرية” عام 2007 في قضية الشهيد المهدي بن بركة،عن علاقته بالمخابرات التشكوسلافاكية والتي اعادت نشرها جريدتي the observer والغارديان الأنجليزيتين،وتتضمن معطيات عن زمن الحرب الباردة،وزمن الايديولوجيات المتحاربة بين الشرق والغرب،فالمهدي بن بركة وتشي غيفارا وتيتو ونيكروما وعبد الناصر وغيرهم لم يخفوا وقوفهم في صف المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي،ولكي يناضل القائد والزعيم والمفكر في زمن القطبين من اجل التحرر،فانه من الناحية البرغماتية سيبحث بالضرورة عن تمويل لتحركاته وعمله وعقد التجمعات لنشر افكاره، وكل المسائل التي يتطلبها العمل التنظيمي، فالمناضلون ليسوا أغنياء من الناحية المادية….
والواقع كان هناك من يقف في أحد الصفين، ويدافع عن صفه بكل ما أوتي من قوة وتحالفات وأفكار، وكان هناك من يقف في الصف الآخر ويفعل نفس الشيء….المناضل جاسوس في نظر هذا والجاسوس مناضل في نظر ذاك.
الشهيد المهدي بن بركة عبقري وذو ذاكرة وفكر ثاقب بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء، وكان له مشروع كبير ضد الامبريالية والصهيونية، فازعج خططهم وازاحوه بطريقة اجرامية بشعة،الطغاة وانذالهم يظنون أن كل المناضلين بلا مبادئ وجواسيس وعملاء ومجرمون مثلهم…
ان مثل هده الصحف التي تريد الاصطياد في الماء العكر تحت ستار نشر ارشيف المخابرات،هي اصلا تشتغل عميلة لمؤسسات إستخباراتية متعددة الأدرع…
ان العميل لا تكون له قضية ولا أخلاق ولا يحمل هم إنساني ومكانه مزبلة التاريخ،اما الشهيد بنبركة فكتب التاريخ بفكره ودمه وروحه، ولو اراد المال كان بامكانه ان يعمل لصالح الغرب انداك ضد انتمائه الشرقي،لكن الزعيم اتى لهده الدنيا من أجل قضية،هي قضية تحرر الانسان ولم ياتي ليصنع ثراثه من المال المتسخ،فهدا الطريق العفن تركه للخونة وللانتهازيين والوصوليين.ولو كان فعلا عميل متعدد المهام بين عدة دول كما حاولت بدلك الاوبسيرفر والغارديان نشره لإيهام الناس، لما تكالبث عليه قوى الشر والظلام،والتي اتت من كل فج عميق لتصفيته.
اما بعض الكلاب الضالة والطابور الخامس،وأشباه الصحافة الصفراء والصرف الصحي،من بني جلدته الذين سارعوا الى تبني الرواية كما انزلت، فهم بدون لف او دوران من الدين الفوا فتح أفواههم للفتات والعطايا و الاكراميات،اما الشهيد المهدي فهو كبير وسيظل كبير وراسخ في الذاكرة الجماعية لشعبنا وللقوى الحية عبر العالم…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube