حيمري البشير

أطنجة أ العالية عالية بسواريها

هي أغنية تميز بها سكان طنجة ،عندما يجتمعون في المناسبات ،ويبدؤون بها أفراحهم .إن الذين أبدعوا في هذه الأغنية قد أحسنوا الشعر ،وقالوا الحقيقة عن هذه المدينة التي تتميز بجوها الرطب صيفا وشتاءا ليست كباقي المدن الداخلية التي ترتفع فيها الحرارة صيفا بشكل لا يطاق.طنجة أعجبتني بشوارعها التي تكثر فيها العقبات ويسمونها أهل طنجة الطالعات والنازلات ،لا أدري كيف استطاع سكانها الأوائل في بناء أحيائها في هضاب عالية ،وقد أبدعوا ومازالو يبدعون في بناء منازلهم في ظروف صعبة جدة ،أتساءل كيف يستطيعون إيصال مواد البناء مع كثرة العقبات والطرق ،عفوا بل الممرات الضيقة،إنهم مبدعون بالفعل استطاعوا أن يحافظوا على تاريخ هذه المدينة ،بالإستمرار في الحفاظ على ما بناه الأوائل ،والذين جعلوا طنجة محصنة لا سيما وأنها كانت مدينة معرضة للقراصنة لأنها موقعها يشرف على بحرين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ،وكان هذا الموقع هو سبب من الأسباب الذي جعل مناخها رطبا ومقبولا صيفا ودافئا في شتاءا .طنجة والتي اكتشفت أنها مدينة التنوع الثقافي بامتياز فيها العرب والأمازيغ والإسبان وأجناس عربية من سوريا التي عاشت أحداثا مؤلمة إبان حكم الأسدين ففضل العديد من الإخوان السوريين نسبة للذين كانوا في عداء مستمر مع النظام السوري ،ففضلوا الهجرة إلى مدينة طنجة ويزاولوا مهنة التجارة ،وإعداد المأكولات والحلويات الدمشقية وكانوا بالفعل سفراء حقيقيين لسوريا ،عاشوا مندمجين في المجتمع المغربي ،ومازالوا إلى يومنا هذا .إن الذي يزور طنجة العالية يلمس فيها تعددا ثقافيا بامتياز فيها وهذا التعدد لم يشكل يوما ما مشكلا .وأنت تتجول في أسواقها وشوارعها تلمس بالفعل أن طنجة يعشقها الإسبان والكثير منهم بقي متشبثا بها وعاش من دون مشاكل تذكر ،وهذه ملاحظة سجلتها بحيث أن العديد من الإسبانيين بقوا متشبثين بمنازلهم التي ورثوها عن أجدادهم أو التي اشتروها لكي يبقى لهم موطن قدم في هذه المدينة الجميلة الرائعة .وبسبب مناخها الرطب استقر العديد منهم بها ،مدينة طنجة توسعت وازداد عدد سكانها ،وجمعت بين السياحة والإقتصاد وارتفع فيها حجم الإستثمار بسبب وجود أكبر ميناء ،وجلبت طنجة استثمارات ضخمة ومازالت ،بل أن المستقبل سيكون لها بسبب حجم الإستثمارات التي قررتها الصين في هذه المنطقة حوالي 12مليار دولار .عندما تتجول في شوارعها الشعبية كشارع المكسيك مثلا تحس بالفعل بحركة تجارية نشيطة وبالإزدحام الذي لا يطاق ،وتلمس بالفعل أن أثمنة الملابس مناسبة وفي متناول المواطن البسيط .طنجة بكل الملامح التي ذكرت وبطيبوبة ساكنتها المنحدرة من الضواحي وكذلك من الإسبان الذين استقروا بها أو الذين يفضلون قضاء عطلهم بهاعشقا فيها وفي سكانها،هذه المدينة التي تغنى بها المغاربة أصبحت ملهما بها أكثر وسيزداد هذا الحب عند عودتي المرة القادمة.

حيمري البشير طنجة العالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID