مستجداتمقالات الرأي

*كلمات* .. في التآمر .. المكشوف منه *عصابات المافيا الإسرائيلية وجمهورية الدار البيضاء .. إشارة أخرى لعلكم تعقلون*

د أحمد ويحمان

يمر المغرب اليوم بمنعطف حاسم، حيث تُظهر الوقائع أن الاختراق الصهيوني تجاوز كل الحدود وأصبح يسعى لتفكيك البنية الوطنية من الداخل. ولم يعد الأمر مقتصراً على محاولات التطبيع أو العلاقات السياسية والاقتصادية، بل امتد إلى العمق الثقافي والاجتماعي، مهدداً نسيجنا الوطني ووحدتنا الهوياتية.. لا بل إنه امتد إلى الدولة حتى، وهو ما يقتضي اشتعال الضوء الأحمر عند الجميع . بحت حناجرنا ونحن نصرخ للفت الانتباه للمخاطر المحدقة من خلال وقائع وأحداث أسندنا فيها أقوالنا بأدلة قاطعة .. وكتبنا مقالات وكتابين حول حجم التآمر الذي يهدد وحدة وأمن واستقرار البلاد. لكن المخطط متواصل وأصحاب القرار في غفلة من أمرهم ولا ندري متى يستفيقون . كنا نصرخ، من موقع المعارضة وكمناهضي التطبيع، ولا أحد ينتبه رغم خطورة ما نثير من ملفات بخصوص أمن واستقرار ووحدة البلد، لكن أن يستمر عدم الاكتراث حتى عندما تأتي التحذيرات ممن لا يمكن اتهامهم بالمعارضة، بل ومن بعض من شاركوا في التطبيع وتمريره وتسويغه وتسويقه كشهود عيان شاهدوا ما شاهدوا فصرخوا .. ألا يتم الاكتراث حتى بعد صراخ هؤلاء، فهذ لعمري مشكلة حقيقية أخرى . *بين درشول وأوريد .. وشهد شاهد من أهلها* في هذا السياق، لا بد من التوقف عند ما كتبته من جديد الكاتبة الصحفية شامة درشول، التي شغلت منصب مستشارة خاصة لمدير مكتب الاتصال الصهيوني، المجرم دافيد غوفرين، وهي تتحدث عن ” جمهورية الدار البيضاء ” !! في مقال لها أول أمس على حسابها على الفايسبوك ، وهو مقال يذكر بما سبق وكشفته عن لقاءات سرية في حي الرياض (الذي يُعرف بثراء قاطنيه)، جمعت صهاينة مع “شخصيات” محسوبة على تيار “الأمازيغية المتصهينة” حضرتها وكانت شاهدة عيان فيها .. هذه اللقاءات التي لم تقتصر على تطبيع العلاقات، بل تجاوزت ذلك إلى نقاشات تصف الملك محمد السادس بأنه “دخيل”، فقط لأنه عربي ومسلم، ولأن هوية المغرب ليست عربية إسلامية وأمازيغية، وإنما أمازيغية .. علما أن منهم من يضيف “وفقط ” .. وما على غير الأمازيغ إلا أن يعودوا إلى شبه جزيرة العرب !!! وإذا أضفنا إلى شهادة شامة درشول شهادة الدكتور حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، الذي تحدث عما وصفها “مافيات موازية فوق دولتية تأمر وتُطاع”، تتضح معالم المؤامرة التي تحاول تشكيل قوى تتجاوز المؤسسات الوطنية، وتنفذ أجندة تخدم مصالح قوى أجنبية و على رأسها كيان الاحتلال الصهيوني في بلادنا . *أجندة “كلنا إسرائيليون” وأحمد الشرعي* لا يمكن قراءة هذا الاختراق بمعزل عن ظواهر مثل جماعة “كلنا إسرائيليون” التي يرأسها أحمد الشرعي صاحب غلوبل ميديا، التي تمثل واجهة دعائية تخدم المشروع الصهيوني داخل المغرب. وهذه الجماعة..تسعى لإحداث شرخ في الوعي الجمعي المغربي من خلال تصوير التطبيع وكأنه قدر محتوم، وربطه بمصالح زائفة تبرر خيانة القيم والمبادئ الوطنية. ومع هذه الجماعة جماعات مماثلة تشتغل على واجهات عديدة ك ما يسمى جمعية ” تعايش ” وما يسمى جمعية ” شراكة ” اللتين قامتا، قبل أسابيع، بزيارة لجيش الحرب الصهيوني ورقصوا مع ضباطه بأسلحتهم وبالعلم المغربي وعلم كيان الاحتلال في عز المذابح في حق عشرات آلاف من الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين وصرحوا بأن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ” صهيوني ” !!! وأضافوا لما سقطوا في المحظور وانكشف امرهم أن ما قاموا به من زيارات للكيان الغاصب وما تفوهوا به في حق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تم ” بعلم ومباركة من الملك ” !!! *الأطماع والخطط الصهيونية* “المغرب المملكة المقدسة لبني إسرائيل” هو الشوط المتقدم في الأجندة الصهيونية والهدف الأعلى للمشروع الصهيوني في المغرب . وقد دخلنا في برنامجه المرحلي للأجندة . ومما يُثير ويضاعف القلق هو ما نراه من أغلفة لمجلات تُسوّق في المغرب دون رقابة، مثل تلك التي حملت عناوين صادمة تعبير عن مراحل هذه الأجندة، وبكل ” فضوح ” :+ ” المغرب المملكة المقدسة لبني إسرائيل” ( مجلة حقائق مغربية التي سبق عنونت غلاف أحد أعدادها، وبالبنط العريض، بما يلي : أسرار القصور الملكية !!!) .+ “المغرب أرض يهودية Maroc Terre Juive ” ( مجلة زمان) … الخ هذه المطبوعات ليست مجرد صدفة، بل هي أدوات دعائية تُرسخ رواية تاريخية مزيفة تهدف إلى إعادة رسم هوية المغرب ب”هوية قاتلة “، بتعبير فوزي معلوف، يستهدف طمس عروبته وإسلامه وربطه بهذه الهوية القاتلة ” اليهودية الصهيونية ” ! . إنه أخطبوط صهيوني رهيب يعصر المغرب اليوم بخراطيمه المتعددة في كل القطاعات، وفي جميع المجالات وعلى كل المستويات :السياسية: حيث يُزرع عملاء الفكر الصهيوني في مراكز القرار.الاقتصادية: إذ تتغلغل وتحكم سيطرتها الشركات المرتبطة باللوبيات الصهيونية.الثقافية والإعلامية: حيث تُروج سرديات تمس الهوية الوطنية لفائدة هويات قاتلة . وهذا الاختراق يستهدف تفكيك الدولة من الداخل، ويمهد الأرضية لمشروع “إسرائيل الكبرى”، الذي لم يعد مجرد نظرية، بل أصبح يتجسد في سياسات واستراتيجيات واضحة. *عصابات المافيا الإسرائيلية* من أخطر ما كشف عنه مقال الكاتبة الصحفية شامة درشول ( وهي مطبعة وما تزال، للأسف، تدافع عن التطبيع )، فضلا عن عما أسمته “جمهورية الدار البيضاء” هو استهدافها في حياتها وتلقي إنذارات وتحذيرات جدية بهذا الخصوص . وإذا استحضرنا ما راج في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي فقط، عن منع عصابة إجرامية إسرائيلية من الدخول إلى المغرب .. واستحضرنا سوابق العصابات الإجرامية الصهيونية التي راجت أمام محاكم الدار البيضاء وانتهت بالإدانات والسجون، لأن الذي كان وراء تحريك الدعوى هو البوليس الدولي ( الأنترپول) .. واستحضرنا سوابق أخرى تم التكتم عليها ومنها ما هو مرتبط بجرائم القتل وتم تهريب المسؤولين عنها لبعض البلدان كليبيا … الخ .. واستحضرنا ما تم الكشف عنه من تهديد، بل وتخطيط لتصفية مناهضي التطبيع انطلاقا من مكتب الموساد في أبو ظبي ( تصريح صحفي هسبريس سابقا نور الدين لشهب كشاهد عيان )، وكذا التهديد المباشر لضابط جيش الحرب الصهيوني سيمون سكيرا وتهديد عملاء الموساد للكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، المناضل عزيز هناوي .. إذا استحضرنا كل هذا ووصول الأمر إلى التهديد بالقتل والتصفية للمطبعين قبل داعمي فلسطين درجة محاولة التحاق موجة جديدة من العصابات الإجرامية الصهيونية.. وإذا استحضرنا مؤشرا خطيرا سبق واثرناه في أكثر من مناسبة، وهو واقع الشركات الأمنية (وسوابق بعضها في مجازر رهيبة في العراق وسوريا وليبيا وغيرها ) وخاصة على ضوء ما سبق وأثرناه عما يسمى “معهد ألفا الإسرائيلي” الذي كان يقوم بتدريبات قتالية تحت إشراف ضباط وحاخامات صهاينة تابعين لجيش الحرب الصهيوني وبدليل (Guide) بعنوان = كيف تقتل بضمير مرتاح ! ومن ضمن هؤلاء المشرفين الضابط والحاخام يهودا أفيݣزير … … وإذا استحضرنا كل هذا في سياق تمرير يشبه تهريب “قانون حمل السلاح ” قبل شهور في البرلمان .. فإن حصيلة كل هذا يعطي المرء الحق في الخوف عن مآل بلده وبكل جدية . *آخر الكلام* ونحن نخط هذه الكلمات، توصلنا في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بتهديد جديد من نائب مدير مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، الضابط بجيش الحرب الصهيوني، الإرهابي ” كعيبة ” الذي وصف المغاربة بالحيوانات !!! وهذا ما يؤكد خطورة المشروع الصهيوني والشوط ” المتقدم ” في الأجندة التخريبية الصهيونية في المغرب . وهي تذكر بما سبق وقاله رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية الأسبق عاموس يادلين سنة 2013 حيث أكد أنهم ” أرسوا شبكة من عملائهم في كل من تونس والجزائر والمغرب جاهزة للتأثير والتخريب في أية لحظة ” ! إنه، وإن كان التشكيك في ما يقوله مناهضو التطبيع “منطقيا”، فغير المنطقي هو التشكيك أيضا في شهادات أشخاص كانوا قريبين من مراكز القرار، كما لا يمكن تجاهل المعطيات التي تكشفها كتاباتهم. لكن الخطر اليوم يتجاوز الكلمات ليصبح واقعًا ملموسًا يُهدد أمن واستقرار ووحدة المغرب. إن ما كشفته الوقائع الأخيرة، من محاولات تسلل عصابات إجرامية صهيونية إضافية إلى المغرب، وتورطها في أنشطة مافيوية من تزوير للهويات جوازات سفر وأعمال عنف ( يتم الحديث عن القتل)، ليس سوى قمة جبل الجليد. إن هذه العصابات ليست مجرد تنظيمات معزولة، بل أدوات تعمل في خدمة الأجندة الصهيونية التي تستهدف تفكيك الدولة من الداخل. وإلى جانب ذلك، فإن تغلغل الشركات الأمنية الخاصة المرتبطة بالكيان الصهيوني، والتي تملك سجلًا أسودًا في ارتكاب المجازر الرهيبة وتدريب الميليشيات في اكثر من بلد، يشكل خطرًا داهمًا على السيادة الوطنية. وهذه الشركات، التي تتخفى خلف عناوين براقة مثل “الأمن الخاص”، تعمل على تحويل الأمن إلى سلعة في يد القوى الأجنبية. أما قانون حمل السلاح، الذي تم تمريره ” من تحتها “، بتعبير وزير العدل وهبي، في البرلمان، فيطرح تساؤلات جدية حول خلفياته وتوقيته. في ظل هذه الأجواء المشحونة .. ويبدو أن هناك من يراهن على تفكيك المجتمع المغربي عبر تسليح الأفراد وتغذية النزاعات الداخلية، في تكرار لما حدث في دول أخرى عانت من التدخلات الأجنبية. وعليه فإن المغرب اليوم في حاجة ماسة إلى يقظة وطنية شاملة ترفض كل أشكال الاختراق الصهيوني، بدءًا من الثقافي والإعلامي وصولًا إلى الأمني والسياسي. والرد على هذه التحديات لا يكون بالكلام فقط، بل بمواجهة شاملة تستند إلى التمسك بالهوية الوطنية، وتعزيز الوحدة، والدفاع عن السيادة بكل الوسائل المشروعة. فهل يتيقظ المغاربة ل “جمهورية الدار البيضاء” والعصابات الإجرامية الصهيونية و الأجندة التخريبية أم أن المتآمرين والمزورين من “عطاشة ” الأجندة متمكنون ومطمئنون إلى تحكم بهرجتهم وأساطيرهم في العقول والقلوب ؟!

علاقة الأساطير والبهرجة بالتمكين لأجندة التخريب الصهيوني والعمل على إسقاط المغرب وطنا وشعبا ودولة هو موضوع ال *كلمات* القادمة .

والسلام عليكم ونصر الله وبركاته ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID