قيس سعيد ينفذ إملاءات الجزائر

يبدو أن أخبث رئيس عرفته العلاقات المغربية التونسية منذ الإستقلال هو قيس سعيد .المغرب في عهد كل الرؤساء الذين مروا من قصر قرطاج كانت علاقة ملوكه الثلاث الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني وبداية عهد محمد السادس حسنة يطبعها التعاون البناء وكان الملوك الثلاثة حريصين على دعم تونس في كل الظروف التي مرت بها وكان آخر مواقف الملوك المغاربة والتي يجب التذكير بها فقط يوم تحرش القدافي بتونس وهدّد باجتياح بعض المناطق الحدودية فتلفن المرحوم الحسن الثاني لبورقيبة الذي كان يكبره سنا وكان عندما يخاطبه الحسن الثاني رحمه الله يقول له ياعمي بورقيبة .و عندما سمع بتهديدات القدافي قال له بالحرف الجيش المغربي على أهبة للتوجه لدعم الشقيقة تونس وينتظر فقط إشارة منكم.علاقة المغرب بتونس حتى في عهد زين العابدين بن علي لم تختلف واستمر التعاون والود خلال كل فترة زين العابدين،وحتى عندما تولى قيس الحكم وتعرضت تونس لانتشار وباء كورونا ،فسارع الملك محمد السادس لإرسال مستشفى مجهز بالكامل بأطره الطبية وفريق من الممرضين والتلقيح للحد من انتشار وباء كورونا وكان المغرب بالتفاتة محمد السادس سباقا في العالم العربي لدعم تونس التي انتشر فيها وباء كورونا وقاطعها السياح ودخلت تونس أزمة خطيرة لأن عوائد السياحة كانت الركيزة الأساسية لاقتصاد تونس .جلالة الملك رغم خطورة الوضع في تونس قام بزيارة لهذا البلد وتجول في شوارع العاصمة وأخذ صورا مع سكانها من دون حرس مرافق ،ليبين للعالم بأن الأمور هادئة في تونس ولاداعي للخوف من الوباء.اليوم في عهد هذا الرئيس تعرف العلاقات المغربية التونسية توترا غير مسبوق وانحاز مع كامل الأسف قيس سعيد لأطروحة الجزائر في توجيه دعوة لبن بطوش لحضور قمة الإيباد من دون موافقة اليابان الشريك الرئيسي في هذه القمة الإفريقية اليابانية وقرر المغرب مقاطعتها ويستمر قيس البئيس في معاداة المغرب بتبني فصل جديد من سياسة الجديد لدعم تقرير المصير .هذا الموقف الجديد يعد تجاوز خطير لا يمكن أن يمر دون حساب ويعتبر نهاية لمشروع اتحاد المغرب العربي الذي تأسس في مراكش ،ومات في المهد .إن المغرب في ضل استمرار قيس في سياسته المعادية لوجدتنا الترابية تدفعنا لقطيعة نهائية لا مساومة مع أي كان إذا تعلق الأمر بوحدتنا الترابية ،وبالتالي المغرب مقبل من دون شك في قطع علاقاته مع تونس في ظل الأزمة التي تعرفها العلاقات المغربية التونسية،فلا مساومة في قضية الصحراء ،والعلاقة بين البلدين تتجه إلى نفق مسدود ،والمغرب سيطوي صفحة اتحاد المغرب العربي إلى الأبد .فمصالح بلدنا فوق كل اعتبار .إذا لن يكون استقرار في المغرب العربي ،ولا وحدة تلوح في الأفق مادام النظام في الجزائر يحكمه العسكر .قيس البئيس وجه طعنة للمغرب بتبنيه موقف تصفية الإستعمار في الصحراء وأتى على كل أمل لعودة العلاقات مع المغرب ،هذا الموقف المنحاز للجزائر سيؤدي به إلى الهاوية والمغرب لن يقف مكتوف الأيدي فإذا كانت دولا كبرى اعترفت ودعمت مشروع الحكم الذاتي كالولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا اودوا كثيرة سحبت اعترافها بجمهورية الوهم والعديد فتحت قنصلياتها في الصحراء المغربية فكيف يقبل المغرب موقف قيس البئيس باتخذه موقف معادي لوحدتنا الترابية .في اعتقادي المغرب يجب أن يقطع علاقته مع تونس في ظل استمرار قيس سعيد في سدة الحكم .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك