ثلاثة يهدمن الدين ،زلة عالم،وجدال في الكتاب بغير علم ، وأئمة مضلين
هذا مايجري حاليا في المجتمع المغربي وكل فريق بمالديهم فرحون،بل والكل يعتقد أنه صاحب الكلام السليم ،ونسوا جميعهم قوله تعالى يؤتي الحكمة من تشاء. بخلاف القول الشائع بين الناس ،الناس سواسي في دين الإسلام .كثر المحللون في الدين والمفسرون في معاني القرآن ،والمفسرون من دون فهم لمعاني الكتاب .وعودة للكلام البليغ الذي بدأنا به اليوم والذي يجب أن نفصله تفصيلا حتى يدرك الجميع مخاطر المستنقع والأحوال التي أصبح المجتمع المغربي يتخبط فيها بسبب مدونة الأسرة .فليس كل العلماء يصيبون الهدف ،وليس كل إنسان معصوم من الخطأ ،إلا من رحم ربك ،وزلة لسان عالم ،ليس كزلة لسان إنسان عادي ،لا فرق بينه وبين الذي يخوض في كل الأمور المرتبطة بالدين ويدعي العلم،وهو لا يفقه شيئا في كل الأمور.من دون أن نمر مر الكرام على الأئمة المضلين الذي ينقصهم الكثير ومع ذلك يفتون ويخوضون في كل الأمور.مايجري في بلادنا اليوم من نقاش يشبه في الكثير من الأمور التي كان من الضروري تفصيلها وتوضيحها لقد كثر المحللون والوعاظ والذين يخوضون في الأمور الدينية والفقهية والمبهمة والواضحة التي لا تتطلب فلسفة ولا تعقيد . ولا جدال بغير علم ومن قال أن العلماء ورثة الأنبياء فقد صدقوا القول .ولنعد لمايجري اليوم في بلادنا حول الإجتهاد الذي يرى الأغلبية أنه أصبح ضروري في مدونة الأسرة ،نظرا للتحولات التي تجري في المجتمع المغربي ،الذي له ارتباط بما يجري في العالم الإسلامي والغربي بصفة عامة .هل عاش المغرب اجتهاد في الدين فرضتها التغيرات التي تجري في المجتمع ؟لماذا بالضبط الآن ارتفعت أصواتا عدة تطالب بالإجتهاد ؟ولماذا يسود هذا اللغط الآن بين مكتف برأي السياسيين وجهابذة القانون من دون الأخذ بأصحاب الرأي السديد ألا وهم بالدرجة الأولى العلماء والفقهاء والأئمة والجهابدة في الدين والعلم الرزين.لماذا لأننا اليوم أحوج من أي وقت مضى في حاجة إلى التفقه في ديننا والعودة إلى استشارة رجال الدين والعلماء في كل الأمور ،لأن منهم نتعلم ونتفقه في الأمور الدنيوية والأخروية ،ونحن ملزمين بأن نطوي الخلافات التي تحدث من حين لآخر بيننا ،نحن الذين نفقه القليل علينا أن لا نحشر أنفنا والجدل والبث في الأمور التي تتطلب علما ومعرفة عميقة في الدين والدنيا ،نحن لا نعرف إلا القليل كعامة الناس علينا أن نبتعد عن الخوض في كل الأمور بغير علم .علينا جميعا أن نقتدي بقول العلماء والعمل بنصائحهم ،وعلينا الإبتعاد بالخوض في كل الأمور والجدال في السنة والكتاب .فما يجري حاليا بسبب مدونة الأسرة يتطلب التمحيص بدقة في كل نازلة ويجب أن نتوخي الحذر في الخوض في كل الأمور .حتى لانكون سببا في هدم الدين بالمعرفة القليلة التي نملكها والتي تتطلب اجتهادا ،وأمر الإجتهاد موكول لأهله ،وعلينا أن لا نجادل أهل العلم والمعرفة والفقهاء في الدين إلا بالتي هي أحسن .فالخوض في أمور الدين والإجتهاد وموكول أمره للعلماء والفقهاء الأجلاء وليس للسياسيين والمتطاولين على الدين .والختم بالتعريف في الاجتهاد في الإسلام فهو بذل الجهد لإدراك حكم شرعي من أدلته الشرعية ، وهو واجب على من كان قادراً عليه ؛ لأن الله عز وجل يقول : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل/43 ، الأنبياء/7 ، والقادر على الاجتهاد يمكنه معرفة الحق بنفسه ، ولكن لابد أن يكون ذا سعة في العلم واطلاع على النصوص الشرعية ، ..
حيمري البشير