أخبار المهجر

وجهة نظر على هامش حرق إيراني للإنجيل والتوراة في الدنمارك

في نظري واتقاءا للفتنة في المجتمع الدنماركي واحتراما لأتباع الديانات السماوية الأخرى،ولقيمنا الإسلامية ماكان لهذا الإيراني أن يقوم بحرق الكتب السماوية وتدنيسها لأنها تشتمل على كلام الله وبعض أسماء الله تعالى وصفاته.،والكتب المنزلة قال تعالى..آمن الرسول بما أنزل إليه والمؤمنون كل آمن بالله وملا ئكته وكتبه لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير …إلى آخر الآية الكريمة .لأن المسلم،يؤمن بجميع الرسل والأنبياء.المؤمنون يؤمنون بأن الله واحد أحد لا إله غيره ولا رب سواه ،ويصدقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء.

في اعتقادي أن حرق القرآن والكتب السماوية الأخرى ،الإنجيل والتوراة من طرف أي كان فتنة وعمل مدان لأنه يولد الحقد في المجتمع ،وردة فعل،وهذا ماوقع ،فلا يجب أن نرد على حرق القرآن بحرق الكتب السماوية الأخرى .نحن في أمس الحاجة اليوم كمسلمين لطي صفحة الصراع الحضاري ،في حاجة أكثر من أي وقت آخر لحوار حضاري بناء والإستماع إلى بعضنا البعض ولتفادي الكراهية والحقد فيما بيننا لابد من الجلوس إلى طاولة الحوار.إن من مسؤولية رجال الدينين كل الديانات احترام القيم المشتركة التي تجمعنا ، لتفادي الكراهية والحقد فيما بيننا .إن حرق الكتب السماوية عمل مدان ومرفوض لأنه يؤدي إلى عدم الإستقرار في المجتمع وتبني الحوار والتسامح والتعايش هو أساس التفاهم والذي يجب أن يسعى الجميع لتحقيقه.إذا حوار الأديان أو مايطلق عليه حوار الثقافات أصبح ضروري من أجل تحقيق السلام،وتبني القيم المشتركة التي تجمعنا حسب التعاليم الواردة في الكتب السماوية .إن تكرار حرق القرآن في المجتمعات الأوروبية ،هو استفزاز مرفوض لا يخدم الإستقرار في المجتمعات الأوروبية،والرد عليه بالقيام بحرق الكتب السماوية الأخرى من طرف المسلمين ،مرفوض وغير مقبول ،بل تصرف محرم ومرفوض لأنه كلام الله .إن السماح بحرق الكتب السماوية وكلها تحمل كلام الله،عمل مدان ولا علاقة له بحرية التعبير ،بل يجب أن يمنع كليا حفاظا على الإستقرار في المجتمع.إن حوار الحضارات أصبح ضروريا بين أتباع الديانات السماوية الثلاثة لتجنب الكراهية والحقد والتطاحن الذي قد يؤدي إلى ما لايحمد عقباه .إن ماقام به هذا الإيراني يولد مزيدا من الكراهية لأنه ربط حرق الكتابين السماويين برفع صورة آية الله الخميني وكأنه رمز من الرموز الإسلامية التي يجتمع على احترامها كل المسلمين.وهي وجهة نظره الشخصية وأتباع المذهب الشيعي ،إن ماقام به يعطي صورة للآخر بأن الإسلام والمسلمين في حد ذاتهم مختلفون وليسوا على كلمة واحدة.لقد أصبحنا اليوم في حاجة ماسة للحوار الحضاري الذي يقوده العقلاء من الديانات السماوية وليس الحمقى .والجميع ملزم بقيم التسامح والتعايش ،للحفاظ على السلم و استقرار المجتمع ولن يتأتى ذلك إلا بمنع وتجريم الإساءة للكتب السماوية والأنبياء والرسل .وأعتقد أن التصويت الذي جرى في مجلس حقوق الإنسان بتجريم ومنع الإساءة للكتب السماوية والأنبياء والرسل دفاعا عن حرية التعبير يبقى قرار يجب تفعيله من طرف الحكومات الأوروبية.وحتى وإن تمادى الحاقدون في الإساءة للإسلام وشخصية الرسول فإن خير رد على أفعال الحمقى التجاهل،مصداقا لقوله تعالى:: {خُذ ِالْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية 199 إلى نهاية السورة.

حيمري البشير كوبنهاكن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube