استقلالية المنابر الإعلامية في الهجرة
من وجهة نظري وحسب تجربتي الشخصية التي تجاوزت ثلاثين سنة في الإعلام المكتوب وخمسة عشر سنة في الإعلام السمعي والبصري ،أن المصداقية تكسبها من خلال ماتقدمه من مادة إعلامية تحرص فيها على الشفافية والجرأة في تناول الحدث،بعيدا عن الضغوط والممارسات التي قد تتعرض لها من جهات متعددة،ثم رجل الإعلام الشريف والنزيه يجب أن لايخضع لأي ضغوط وأن يقاوم الإبتزاز وأسلوب الإغراء المادي مقابل إخفاء الحقيقة .إن مهنة الإعلام والصحافة النزيهة،هي مهنة شاقة وحتى يكون ضميرك مرتاح وسمعتك مصونة لدى القارئ والمستمع والمشاهد ،فعليك أن تلتزم بالمهنية في تقديم الخبر والدفاع عن شرف المهنة.أعلم أن أي صحفي مستهدف إذا تحلى بالعمل النزيه وإيصال أي حدث ما للمشاهد والمستمع لتنويره،وإيصال الحقيقة كما هي .إن دور الإعلامي والصحفي مهم في التعبئة وفي تنوير الرأي العام والمشاهد حول قضايا عديدة تتطلب النزاهة والمصداقية والمهنية،وقد يتساءل البعض الأسباب التي دفعتني لتناول الموضوع ،هو أن العديد يتخذون مهنة الصحافة وهم غير مؤهلين لذلك ويقعون في أخطاء قاتلة في تغطية أي حدث إن نهج أسلوب الدقة في نقل الخبر وتغطيته يعتبر مهم جدا في نظر المتلقي ولكي يصل للمستمع والمشاهد بدقة متناهية فعلى الصحفي والإعلامي أن يرسم الهدف ويسعى لتحقيقه ،والمشاهد والمستمع متابع لما يجري في الساحة، وهو الذي يقيم الخبر ومصداقيته ،وبالتالي على الذين دخلوا الميدان من دون تكوين ولا ثقافة سياسية ولا إعلامية أن يلتزموا بأبجديات الإعلام الأولى ،وأن يكونوا أوفياء من أجل تقديم مايفيد المستمع والمشاهد خصوصا مايتعلق بالقضايا الراهنة في الهجرة ،ولا يكون مقيدا بأي شروط ،هدفه بالدرجة الأولى تقديم مايفيد المستمع أو المشاهد ،ويجعله دائما مقتنعا بالمادة التي يقدمها ،ومع كامل الأسف كثر في الوقت الراهن من يتخذ مهنة الصحافة والإعلام وهو غير مؤهل بل أمي لا يعرف الكتابة والقراءة غريب أمر البعض الذي يدعي بأنه إعلامي وصحفي ويسلك مسارا مهنيا كصحفي بل ويتخذها كمهنة وفي الكثير من الأحيان ليمارس أبشع السلوكات والضغوط من أجل المال .حالات كثيرة نصادفها في حياتنا اليومية ،وكذلك في التظاهرات والمؤتمرات التي تنظم سواءا داخل المغرب أوخارجه إن الضرورة تفرض إخضاع هؤلاء للشروط التي تفرضها الدول الأوروبية لممارسة هذه المهنة الشريفة التي أصبحت مهمة في حياتنا اليومية ،والمشاهد والمستمع في الهجرة يعيش بين إعلام منظم ومهيكل وبين إعلام سوقي و الفرق شاسع بينهم وبيننا والضرورة تفرض في ظل مايجري أن يمارس مهنة المتاعب كصحفي وإعلامي ،أن يكون حاملا لبطاقة الصحافة ،ولا يمكن أن يمارس هذا العمل إلا إنسانا يحمل من الثقافة الواسعة والنزاهة والمصداقية في تقديم المادة الإعلامية بعيدا عن الضغوط التي قد تمارسها جهات متعددة،وكذلك بعيدا عن الاغراءات خدمة للحقيقة والعمل الإعلامي النبيل
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك