أخبار المهجر

ويستمر استهداف الأرض والبشر

المغرب أصبح مستهدفا ،شرقا وشمالا وجنوبا،والمغربي كذلك أينما حل واستقر.كنا قد استبشرنا خيرا لما راسل الرئيس الألماني جلالة الملك ،من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.لكن حادث حرق جثة مواطن مغربي ،مسلم بمدينة فرانكفوت بعثر كل الأوراق من جديد،فألمانيا التي تعيش فيها جالية مغربية تجاوزت مائة وثمانين ألف نسمة وغالبيتها تنحذر من الشمال الشرقي والشمال والشرق ،متمسكون بدينهم ،مندمجون في المجتمع الألماني ،لهم جمعياتهم ومساجدهم ،لكنهم فوجؤوا بالحدث المؤلم الذي تناقلته وسائل الإعلام ودفع بالمسؤولة الأولى على رأس القنصلية ،استنكار ماقامت به أحد مستشفيات المدينة بحرق جثة مواطن مسلم بعد وفاته وقد كان يقيم لوحده في سكن اجتماعي خاص لذوي الإحتياجات الخاصة هل مات في بيته أم في المستشفى .قصاصات الأخبار التي تناولت الموضوع هزيلة ،ولا تبين الحقيقة والأسباب

وللخوض في الموضوع للوصول للحقيقة،لابد من طرح عدة أسئلة ،هل هذا المواطن المتوفى،له إقامةدائمة؟هل له ارتباطات عائلية وأسرة؟هل كان متزوج أم عازب ؟ وإذاكان متزوج وله أولاد هل زوجته مغربية ،أم ألمانية؟ هل كانت له علاقات مع الجالية المغربية أم كان يعيش في عزلة تامة؟كيف وصل خبر ،وفاته للجالية؟ولماذا تحركت جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية متأخرة بعد فواة الأوان؟هل غاب التواصل فعلا بين المستشفى أين توفي ،وعائلته والمصالح القنصلية؟

غموض كبير في هذه الفاجعة ،التي كادت أن تحصل عندنا في الدنمارك،لكن بفضل التحرك المستعجل ،استطعنا كفعاليات إنقاذ إحراق جثة مواطن مغربي وبتعاون مع الوزارة المكلفة بالجالية ،تم دفنه على الطريقة الإسلامية. لم يكن لزوجته الإمكانات المادية لتغطية عملية الدفن ،ولم يكن سهلا إقناعها،ولكن في الأخير بفضل تدخل أحدالإخوان وتوفير كل المصاريف،تم إنقاذ الجثة ،من الحرق ودفن بالطريقة الإسلامية.ماحدث في مدينة فرانكفورت موجع ومؤلم.ويبين غياب مسؤولي جمعيات المجتمع المدني وبالخصوص المرتبطين بالمساجد الحريصين على احترام الطقوس الدينية،والذين من دون شك يتحملون كامل المسؤولية فيما وقع، لأن عيادة مريض من القيم التي يجب أن يكونوا حريصين عليها وناصحين الناس بها.الفعاليات المغربية في هذه المدينة،هل هي منفتحة على باقي الجالية المغربية المقيمة في هذه المدينة،لماذا لم تتحرك وتتفاعل وتتواصل مع مصالح القنصلية؟من يتحمل المسؤولية في هذه المأساة الإنسانية.؟وفي غياب أجوبة عن كل الأسئلة التي طرحتها،وحتى لاتتكرر مثل هذه المأساة جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية ومن يشرف عليها،يجب أن تتحمل مسؤوليتها حتى لاتعيش مثل هذه المأساة،وعندما قلت في مقال سابق عن قنصلية المغرب بدوسلدوف أكرره اليوم عن قنصلية المغرب بمدينة فرانكفوت ،التواصل والإنفتاح على النسيج الجمعوي المغربي أمر أساسي وضروري لمعالجة عدة قضايا ومشاكل قبل وقوعها.كنا قداستبشرنا خيرا بالإنفراج الذي حصل في العلاقات بعد رسالة الرئيس الألماني لجلالة الملك

ويجب أن لاتعرقل حادثة إحراق جثة المواطن المغربي المسلم المؤلمة عودة العلاقات .وعلينا البحث في الحيثيات والأسباب. التي أدت لإحراق المواطن المغربي الذي كان يعيش بمفرده في سكن اجتماعي وعائلته تقيم في نفس المدينة.المسؤولية في عدم إخبار عائلته بوفاته تتحملها المؤسسة الإستشفائية .وفي هذه الحالة فالتقصير ثابت على الجهات الألمانية.وإذا كان إحراق الميت عندهم عادي ويكون في الغالب تنفيذا لرغبة أقرب الناس إليه ،زوجته مثلا،وبالتالي فماحدث يتطلب توضيحات من الجهات التي نفذت عملية إحراق الجثة.واللوم يقع حتى على العائلة التي أهملت ابنها الذي كان من ذوي الإحتياجات الخاصة،خصوصا وأنه كان مريضا .

قلت ويستمر استهداف الأرض والبشر،فقضية المواطن المغربي ،تناولتها وسائل الإعلام بعدفوات الأوان ،لكن الحادث لن يتكرر ،لأنه هز شعور كل مسلم،مغربي أوغير مغربي،ولن يتكرر مستقبل إذا لم يكن موقف حازم من النسيج الجمعوي من المغرب الرسمي،وكذلك إذا لم يغير المسؤولون على رأس القنصليات والسفارات ليس فقط في ألمانيا وإنما في باقي الدول الأوربية سلوكهم وينفتحوا أكثر على النسيج الجمعوي والمغاربة لمعرفة مشاكلهم وإيجاد حلول لها بالتنسيق معهم.وعندما اقترحت إحداث خلية أزمة في وزارة الخارجية فمن أجل معالجة مثل ماحدث في فرانكفوت نحن بحاجة إلى انفتاح أكثر على مغاربة العالم حتى يبقى تمسكهم بعقيدتهم وماتمليه طقوسهم الدينية في مجتمعات غربية. لانريد دائما أن نعلق الشماعة على الغير،بل علينا جميعا نسيجا جمعويا ومسؤولين على رأس القنصليات والسفارات والمسؤلين في وزارة الخارجية ،تحمل كامل المسؤولية في حل كل المشاكل التي قد تحدث.المغاربة مستهدفون أينما حلوا واستوطنوا والمغرب كبلد مستهدفا شرقا وشمالا وجنوبا كماقلت،وبلدنا في حاجة لكي يكثف الجميع الجهود في مواجهة الإعصار،والأعداء مصممون على عرقلة مسارنا التنموي وزعزعة استقرارنا.،وعلينا أن نعي جيدا الظروف المناخية الصعبة التي تمر بها بلادنا،فارتباطنا بما تجود به السماء،يحدد كل شيئ ،ويكون سببا في كل شيئ،علينا أن نتحلى باليقضة جميعا لحماية بلادنا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بحكمة وبصيرة ،اللهم أنزل علينا الغيث والمطر ولاتجعلنا من القانطين

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube