مقالات الرأي

التهديد الشخصي والتواصل المعطوب بعلته النرجسية تسلطا

رضوان الأحمدي برشلونة

كتالونيا كمسرح لتحركات بعض شبه الفاعلين الجمعويين المغاربة، تعرف هذه الأيام غليان غير مسبوق و ليس بمعلوم النوايا ، تتحرك فيه و ضمنه خيوط غير ظاهرة للعيان تحاول ان تؤسس مشهدا جديدا لصراع قديم حول من له شرعية التحكم في جالية أصبحت الآن محل إغراء وو عاء لصب فيه كل بوادر الفشل الخطابي و التواصلي، امتدادا . الكل و بوقه، الكل و جحافله . كل خصم يأمل ان يبعد مثيله من بؤرة القرار حتى يستأسد بالمجال . الكل يحاول ان يدافع عن موقعه المريح و المربح و ما له من تبعات و علاقات موصومة الطبائع . يستسهلون الوقاحة الإستعراضية كعنصر لتجييش المخزون الإحتياطي لتخوين أناس ترفعوا عن التخندق في ذلك المعترك لأن الشعور بالوطن هو شعور حميمي كحبنا لأزواجنا و لأمهاتنا لا يحتاج الى برهان ، لا اظن ان أي شخص و طول الوقت يتكلم تجاه الآخرين و امام الغرباء، عن مدى حبه لأمه،إلا و سيكون مشبوه الترصد وسيعتبرونه انه من أهل النفاق . انا شخصيا و قع لي إصطدام مع شخص ترعرع في بداية مشواره، في جو التجاذب الجمعوي الذي كان يدور في فلك مؤسسة إبن بطوطة من ثم مر بالكتالونيون الجدد Nous Catalans الذي كان يترأس تنظيمه Ángel colom و هو سياسي معروف في الأوساط السياسية و الهدف من ذلك التنظيم كما يعرف الجميع هو تكوين أطر مغربية في التواصل السياسي من اجل جلب بعض افراد الجالية المغربية و الإلتفاف حول مشروع الإستقلال الذاتي لكتالونيا و انفصالها عن إسبانيا، كخارطة طريق . ثم خاض تجربة سياسة مع Pdcat حزب الذي كان يمثله الرئيس السابق للحكومة الكتلانية Carles Puigdemont . تاريخ سياسي حافل بالتوترات المتتالية… ذلك الشخص هددني عندما قلت له في خضم ردي عندما حاول التهجم على المثقفة والفاعلة الإجتماعية مريم الحطيبي نظرا لزلة ارتكبتها في و صف شعور معين أوّل بأنه موقف تساند فيه البوليساريو، الشيء الذي نفته قطعا و لإزالة اللبس خرجت ببلاغ تعلن فيه عن تأسفها و ندمها في صياغة تدوينتها على تلك الشاكلة،و رغم ذلك، ( كما نقول بالعامية لغلب يعف )تمادى ذلك الشخص في هجومه عليها حتى ظنننا انه مدفوع من جهة ما. رغم الشكوك القوية التي تراودنا . ما زلنا نميل الى السذاجة كإنتصارا لنسبية الأشياء، استهدافا لحقيقة الأمور التي محل الإستغوار و لسجل الإستدلالي قوي الدلالة موطأ. عندما واجهته بتماسك التعقيبات التي صدرت مني ، رد علي و بإصرار مرضي ان يرهبني ربما ليلجمني او ليوهمني ان له اصدقاء في دواليب القرار بالرباط،عاصمة المغرب،فقال لي بما أني قلت له بإني إسباني وتنازلت عن جنسية الأصل،-للتوضيح ؛بإكتساب الجنسية الإسبانية كمغاربة الأصل تسقط عنا الجنسية المغربية ، يعني نتنازل عنها و هذا ما يقوله الفصل 24.2 من القانون المدني الإسباني و الفصل 11.3 من الدستور الإسباني، إسبانيا لا تعترف بإزدواجية الجنسية ما عدا مع بعض دول امريكا اللاتينية لروابط تاريخية تاخد بعين الإعتبار -. لا أعرف هل له دراية بما شرحته الآن أم لا . فقال لي بان قالوا له إذا في حالة ذهابي الى المغرب فسأرى كيف سيرغموني على أكل البطاقة الوطنية المغربية اذا أشهرتها لهم كمغربي الهوية و يتكلم في هذا السياق عن امن الحدود وعن اوامر، حسب زعمه ستصدر.اول ما جاء الى ذهنه بعد قراءة تهديده مشهد من فيلم خربوشة و محاولة قائد القبيلة ببطش بكل من تجرأ بتفوه بكلام مغاير لمشيئته و لنرجسيته المعتلة. اعتبرت ما قاله تهديدا صريحا، خطيرا و قروسطي لا يناسب ما تطمح اليه الدولة الحديثة كالمغرب بكل مقوماتها السيادية من ضمانات حقوقية و من إجراءات معقلنة و التي ترمي الى تحقيق الصالح العام و ليس لشخصنة الصراعات الوهمية ، وخيمة الإنعكاس على صورة المغرب بالخارج ، و لهذا اني في مرحلة التشاور القانوني لتقديم الشكاية امام النائب العام.و هذا أني لم اهتم بما قال عني من اشياء، ، بأني متخلف عقليا، قرد ، لم أعير لهذه الأشياء اهتماما لأني أعرف قدر نفسي و يحترموني المثقفون ، منهم من في الأحزاب الإسبانية و غيرهم . و لكن الذي لا أقبله ان يأتي شخصا ، عندما اتيت الى إسبانيا في عام 89 جامعي التكوين (Universitario ),على ما اعتقد كان سنه خمس سنوات،و ان يهددني بتلك الطريقة الخالية من الأخلاق ,فيها الكثير من التهور ،فيشكك في إنتمائي ( في النهاية المقال ستجدون صورة إستنساخية للتهديد الذي طالني ) . خالي، اخ امي رحمه الله ، كان من حركة جيش التحرير و أول برلماني و عضو في اللجنة الخارجية للبرلمان،عرفته مدينتي و ذلك عام ٥٨ وأمي التي باعت حليها من أجل ان ترى مغربا مستقلا فارغا من سالبي خيراته و يأتي من بعد واحد بكل ووقاحة و لا يفقه في تاريخ المغرب شيئا و يحاول ان يستفزك بأسئلة تافهة و مغرضة الأبعاد و التأويلات . في السبعينات لم نكن نطرح ذلك السؤال لأن مفهوم الوطنية كان محسوم التحديد و الشعور و غير قابل للنقض; مغاربة في كل مكان رغم أنف الجميع عندما تجد تجمعا يتكلم أناسه عن وطنيتهم و يقحمونها في كل شيء فتيقن بأنهم يمثلون مجتمعا فاشلا, (و اتكلم عن التجمعات في كتالونيا)و لا يعتد به في طرح البدائل ، لأن توجهه عادة ما يكون توجه إقصائي ،و يشوبه التوتر في خطابه التمجيدي ،فتتلكأ الإرادات و الآماني ….. الوطن هو إنسجام الأطياف ،و حدة الرؤيا عند قضايا محورية ،كالكرامة و الضمانات التي يصونها ، و التفاعل الإيجابي بين الأقطاب . الدفاع عن الوطن هي معركة أفكار و استقطاب و ليس رصد من يعلو صياحا ، اذا كان الصياح هو رمز الوطنية فالديك الذي يعوض آذان الفجر سيكون من أبرز الوطنيين بإمتياز .. نحن منفتحين عن اي مبادرة جادة و شاملة للقيم فمرحبا بأي إقتراح و حوار . نحن اصحاب أفكار و التكرار نعتبره ضجر …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube