مستجداتمقالات الرأي

الحفلات والتظاهرات تحت قرارات اللجنة العلمية وسؤال الحكمة .

بأزرار أبوسرين

الطبيب كان حكيما ؛ هكذا علمنا التاريخ.
مايزيد عن ألف سنة ، ماتزال إلى اليوم وصايا الرئيس مدوية في كل أنحاء المعمور تحت التسمية المحدثة لهذه الوصايا والتي يعبر عنها بقولهم : التدابير الإحترازية للوقاية من الوباء .
تدابير لم تكن من إبتكار العلم الحديث ، فأرسطو الإسلام عند حلول الطاعون أوصى بغلق المساجد ومنع الأسواق والتباعد الإجتماعي وتعقيم الملابس وغسل اليدين .
هكذا كانت حكمة الرجل المجرب بقبعة الطبيب والفيلسوف الذي استيقظ العالم على حكمته كاول خطوة لمجابهة الأوبئة عموما وكوفيد 19 على وجه الخصوص لندرك أن العلم مهما بلغ من الدرجات لا يمكن ان يستقيم إلا بسؤال الحكمة .
الطبيب والفيلسوف والحكيم ابن سينا علمنا منذ مايزيد عن الف سنة ان العلوم جميعها تتقاطع فيما بينها عبر الحكمة بل عبر فلسفة الحكمة حين نستدرج التاريخ في قراءة لمساراتنا الإنسانية .
ابن سينا يقول ان عدم الخوف من المرض هو نصف الشفاء لنتساءل بحرقة وجرأة المتألم : هل تستحضر اللجنة العلمية هذا المعطى في مقاربتها للوقاية من الوباء ؟
إن واقع الحال في الحقيقة يغني عن السؤال ؛ اللجنة العلمية تعج بكفاءات وطاقات هائلة والحكومة رئيسها كفاءة في الطب وفي العلوم الشرعية ووزير الصحة طبيب اما البرلمان والأحزاب فهي مليئة بالأطباء ولا تعوزها الكفاءات ولا الطاقات العلمية لكن لماذا غابت الحكمة حتى غدت هذه اامؤسسات دور للعجز السياسي وصناعة الفقر .
الم يكن حريا باللجنة العلمية ان تقيس الأشياء بقياس الحكمة والعقل وهي توصي في قراراتها بمنع الحفلات والتظاهرات ؟ ففي معظم الحالات يقرر الطبيب إعطاء المريض أقراص وحقن مهدئة رغم علمه بضرورة إجراء عملية جراحية إذا ثبت لديه ان إجراء العملية ينبني على مخاطر على حياة المريض لكون نسبة نجاحها ضئيل وكم من مرة يفضل الطبيب التضحية بالجنين إذا كانت حالة الأم في خطر .
كلها إجاراءات يقبل عليها الطبيب بحكمة متوارثة لنكرر السؤال من جديد هل غاب الإجتهاد في الحكمة عند طبيب اليوم داخل اللجنة العلمية ؟
إن الأمر بإيقاف التظاهرات والحفلات كمن يضحي بالأم والجنين معا لأن المقاولة ستموت واليد العاملة ستشرد .
ألم يكن ممكنا بحكمة الطبيب ان تنظر اللجنة العلمية ومعها الحكومة السياسية في سبل علمية تبقي هذا القطاع على قيد الحياة بخلق آليات تسمح له بالعمل جزئيا وبنسبة مئوية تبقيه زمنا في غرفة الإنعاش إلى أن يقضية الله أمرا كان مفعولا مادام دور الطبيب في الوجود إنقاذ الأرواح بإعتبار الحياة حق مقدس .
إن عدم تقاطع الحكمة مع العلم والسياسة حتما سيفضي بنا كمجتمع إلى إختلالات كالتي نعيشها اليوم ، لأن غياب الحكمة في معالجة القضايا فيه إهضار للزمن العلمي والزمن السياسي وإنتاج للفقر والجوع والتسول والتشرد والدعارة وما إلى ذلك من المبيقات الإجتماعية .
إن الحرب لا يمكن ان تمر بدون ضحايا لكن الحكيم السياسي من يستطيع الخروج منها بأقل الخسائر اما عن التدابير الإحترازية فهي للرئيس أريسطو الإسلام ابن سينا منذ مايناهز ألف سنة ؛ فأين اجتهادكم والعالم أكثر تطورا علما وتقنية ؟
إبحثوا عنه في الحكمة واجعلوها تتقاطع بين علمكم كعلماء لأنكم ورثة الأنبياء وكسياسيين لأن عنوان السياسة هو الحكمة والله يأتي الحكمة من يشاء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube