ثقافة وفنونمستجدات

ربيعة الكوطيط: عشق وموت

في صباح ربيعي رائق داعب بحر هادئ اسوار مدينة حالمة تطل عليه ..تردد له..

“لاوقت للعشق الان ..لا وقت للموت الان..”

بدا زحفه يعلو لتتكسر مويجاته امام همسها قال..

“الم تجدي يامدينتي غير الموت تهمسين لي به ؟”
قالت ..

“يا بحري الزاخر..الموت تفسير للحياة ..”

“الموت عدو للجمال ..عدو للحياة”

.. سمعته يهدر
ردت المدينة وقد امتلات شجنا ..

“فهل تستطيع يا بحري المنساب ان تقبض على اللحظة .. اية لحظة؟؟”

“لم لا ..؟هناك من يستطيع ..”

“ليس هناك لحظة ..هناك تسرب ..فكيف يمكن لبعضنا الامساك بها ..”

“القبض على اللحظة هو جوهر الفن ..جوهر الابداع ..واي فنان اومبدع يستطيع الامساك باللحظة لا ليقيدها وانما ليلتقط صورا تذكارية معها ثم يطلقها لتطير كما يحلو لها ..”

رددت المدينة ..

“لهذا لا وقت للموت الان..لاجل ان اقبض على تلك اللحظة و لاتركها تتسرب مني..اعود اليها او تعود الي..”

“يامدينة الاحلام ..انا لايهمني الزمن المطلق ..مايهمني هو الزمن المملوء بالجمال فقط ..فلتتسرب كل اللحظات الخالية من الجمال..”

“اذن ماهو الجمال بالنسبة اليك؟”

.. ردت المدينة باهتمام

“كل مايشعرني بانسانيتي ..ماله علاقة بالخير ..بالسمو..مايضيف للحياة ..ولا يشوهها..”

“نحن متفقان ..اذن اتركني اقتل ما يشوه الحياة لاجل السمو والرقي..فلا تكره الموت بل اكره قاتل الجمال ..قاتل الحياة..”

فكر البحر قليلا ..

“اليس قتل قاتل الجمال قتل في حد ذاته ؟؟…
انا ضد عقوبة الاعدام ..حتى للقتلة ..الم تلاحظي ان الكون ينبني على الخلود ..اما سعادة ابدية للاخيار او عذاب ابدي للاشرار..؟”

ردت المدينة وهي تغتسل بالخلود..

“لهذا انا قلت لاوقت للعشق الان ..لاوقت للموت الان.. بمعنى ان مابين لحظة العشق التي استحال تحقيقها واللحظة المتسربة من الزمن ..لا وقت لموتها لموتي ..الان…”

….. ربيعة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube