حيمري البشير

فشل الأسر العربية في التربية

البحث في الموضوع يجرنا للخوض في الأسباب الحقيقية ،لا نسعى أبدا لتوجيه التهم لجهة معينة بقدر ما نسعى لتشريح هذا الواقع الذي أصبح يولد توتر مكشوفا في المجتمع الذي نعيش فيه ،وحتى نكون أكثر مصداقية في التحليل ،لابد أن نتشبع بثقافة الغرب الذي نعيش بينه

إن فشل  الأسر   العربية بصفة عامة والمغربية  بصفة خاصة في تربية الأجيال المزدادة في الدنمارك  حسب دراسة استغرقت  مدة طويلة  استنتج العديد من الباحثين أن أسباب فشل الوالدين في تربية  أبنائهم وبناتهم ، تعود بالدرجة الأولى لغياب  الإندماج في المجتمعات الغربية ،ولانتشار ثقافة تختلف عن ثقافة المجتمعات التي نعيش بينها  .الأمر يتطلب تفسير  وتوضيح ،قد يعتبر الكثير أن الإختلاف وارد بين فئات المجتمع ،وأننا  أصبحنا نعيش في مجتمع متعدد الثقافات،لكن هذا لا يعني الإنسلاخ عن الهوية .إن تأثير الثقافةالغربية على الأمهات اللواتي يتحملن العبئ  الأكبر في التربية  واضح ،وهذا في حد ذاته يخلق صراع بين الوالدين يكون ضحيته جيل مزداد في الغرب ،قد يفقد مع مرور الوقت هويته وثقافة والديه  بالخصوص .هذا الإختلاف هو نتاج الإنخراط في جمعيات نسائية  عربية تكون في الغالب مصدر المشاكل التي تنتشر بين العائلات العربية ،وحتى أكون أكثر توضيح فإن تشبع النساء من أصول مغربية بالثقافة السائدة في الكثير من الجمعيات  العربية بدون هوية وبدون أهداف مرسومة، في الغالب تكون مصدر الصراع والخراب الذي يحل للكثير من العائلات العربية،فيغيب الإنسجام داخل الأسرة الواحدة ويسود الإستبداد في التعامل واتخاذ القرارات داخل الأسرة الواحدة.ومفهوم الإستبداد قد يكون من طرف الرجل ولكن في الغالب يكون من طرف المرأة التي تمتلك حقوقا واسعة في المجتمعات الغربية بصفة عامة.إن فشل تربية الأولادوالبنات معا ينجم عنه فشل في التربية ،وفشل في الدراسة،وفشل في الإندماج يختتم في الغالب بانحراف قد يكون سببا في التفكك الأسري وسط الجاليات المغربية والعربية بصفة عامة.لا يمكننا أن نعمم في نظرتنا لواقع الجاليات العربية،لكن يبقى واقع المرأة المغربية في الغالب أكثر سلبا وذلك راجع للثقافة التي تحملها المرأة المغربية.إن نجاح المرأة المغربية في التربية قد يكون نسبيا ومحدود لعوامل متعددة منها أولا محدودية الثقافة التي تحملها المرأة المغربية عند نسبة كبيرة ،ثم الفشل في تربية الأبناء والبنات وعدم التوافق داخل الأسرة الواحدة،هو ظاهرة مشتركة لدى نسبة كبيرة من الجالية المغربية،والذي يترتب عنه صراع بين الرجل والمرأة يكون ضحيته الأطفال والبنات معا ،هذا الصراع موجود ويزداد حدة بسبب الحرية المطلقة للمرأة في المجتمعات الغربية بصفة عامة .إن سوء استغلال المرأة المغربية لمجال الحرية في المجتمعات الغربية ،يترتب عنه في الغالب صراع داخل الأسرة ،يكون ضحيته الأجيال المزدادة في الغرب ،ويتولد عن هذا الصراع بين المرأة والرجل كوارث لا تحمد عقباها .هذا الموضوع يحتاج لتعميق ،لأن المستهدف هو هوية جيل الذي سيفقد كل ارتباط بدينه وثقافته وحضارة أجداده العريقة .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك يتبع…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID