حيمري البشير

لبلوغ الرقي والتقدم نحن بحاجة في المغرب لإعادة النظر في النظام الصحي والتعليمي

أثار انتباهي فيديو نشرته إحدى المواطنات في مستشفى في مدينة الصويرة ،تعرضت فيه أمها المريضة لإهمال كبير ،أثار خميرة غضبها لتحتفظ بالدليل الملموس الذي يجسد سياسة الإهمال الذي يتعرض لها المرضى في هذا المستشفى ،وغياب الأطر الطبية والتمريضية، هذا خلل كبير يؤكد غياب المراقبة في المستشفيات،والذي يتحمل مسؤولية التقصير والإهمال وغياب الضمير للأطر المعينة في هذا المستشفى ،غياب المراقبة ولجان التفتيش في وزارة الصحة،وقد نتحمل جزئ من المسؤولية نحن كمواطنين وكفعاليات نشيطة في الساحة الجمعوية ورجال الإعلام والصحفيين يتحملون مسؤولية كبرى عن صمتهم فيما يجري في العديد من المستشفيات العمومية.إن استمرار غياب المراقبة والزجر عقابا على عدم تحمل المسؤولية وأداء الرسالة الملقاة على عاتق الأطباء والمرضين في المستشفيات العمومية ،قد تكون له أسباب ،ترتبط بالإزدحام الذي تعرفه العديد من المستشفيات في المغرب،والضغط الذي تعاني منه الأطر الطبية والتمريضية لن يكون مبررا كافيا للتغطية على غياب المراقبة ،وكذلك على الضغط الكبير في العديد من المستشفيات في المغرب .فالمغرب يفقد سنويا أكثر من سبع مائة طبيب وطبيبة سنويا يفضلون الهجرة إلى الخارج رغم أن لهم التزام مع الدولة بعد التخرج لتغطية الخصاص الذي هوفي تزايد في المغرب .إن ماقامت به مواطنة بتصوير فراغ يسجد غياب الأطباء في إحدى مستشفيات الصويرة للعناية بأمها المريضة ،يعتبر ناقوس خطر ،وظاهرة موجودة في العديد من المستشفيات في المغرب ،إن مقياس تقدم الأمم يتجلى في نظام صحي وتعليمي ،تقوده كفاءات لها ضمير مهني حي غيورة على ضمان العلاج لكل مواطن ومدرسة لكل تلميذ .إن تصوير مريضة في مستشفى في الصويرة وهي طريحة السرير في غياب تام للأطر الطبية التي يجب أن تقوم برسالتها وفاءا لقسم أبي قراط الذي يؤديه الأطباء بعد تخرجهم.إن غياب المراقبة،قد يؤدي ثمنه مرضى يرحلون إلى دار البقاء في غياب العلاج والمراقبة،واقع مستشفى الصويرة نموذج حي موجود كذلك في العديد من المدن المغربية ،إن الكثير من الأطباء يشتغلون في ظروف تغيب فيها التجهيزات الطبية،بالإضافة إلى الضغوط الكبيرة التي يعانون منها بسبب قلة الأطر الطبية،إن استمرار الإهمال في المستشفيات المغربية ومستشفى الصويرة هو حالة موجودة في العديد من المدن المغربية ،وغياب الأطباء ،لأن الكثير منهم يفضلون الهجرة إلى كندا وفرنسا بالخصوص بحيث حسب الإحصائيات الرسمية يغادر إلى الخارج حوالي سبع مائة وخمسون طبيبا وطبيبة سنويا يكونهم المغرب ويفقد خدمتهم عند التخرج لتستفيد منهم دول أخرى كفرنسا وكندا وألمانيا .إن نقص الأطر الطبية تتحملها الدولة ،وهجرة الأطباء إلى خارج المغرب في الوقت الذي فيه بلادنا في حاجة ماسة للأطر الطبية والتحريضية إن غياب إدماج المتخرجين من كليات الطب وتحسين ظروفهم وأماكن عملهم وتوفير التجهيزات هي من أسس إقناع المتخرجين الجدد بالعمل في المغرب لأن بلادنا في حاجة لأبنائها وبناتها المتخرجات من كليات الطب والصيدلة.إن ظاهرة الإهمال الذي صورته مواطنة مغربية موجود في العديد من المستشفيات والمستوصفات ،والضغوط التي يعاني منها الأطر الطبية قد تكون مرتبطة بغياب الأجهزة الطبية،وغياب المراقبة والمتابعة وغياب الضمير المهني هو أكبر خطر يهدد البلاد والعباد.إن غياب الرقابة والزجر وحضور الضمير المهني سيكون حلا مؤقتة لظاهرة التقصير والإهمال الذي يتعرض له المرضى في المستشفيات المغربية والدولة في شخص وزير الصحة ولجان المراقبة يجب أن يتحملوا المسؤولية الكاملة في أداء الأطر الطبية والتمريضية رسالتهم على أحسن مايرام،وللحدّ من النقص الحاد الموجود في غالبية المستشفيات يجب تحسين وضعية الأطباءالمادية وتشجيعهم على البقاء في المغرب عوض الهجرة إلى الخارج.إن ماقامت به مواطنة بتصوير الإهمال الذي تعرضت له أمّها المريضة ظاهرة تتكرر باستمرار في العديد من المستشفيات في المغرب،إنّ أزمة الصحة في المغرب والتعليم كذلك يفرض اهتمام الدولة المغربية بالقطاعين الحيويين في البلاد التعليم والصحة.ولنا عودة في المستقبل للحديث بتفصيل عن أزمة قطاع الصحة والتعليم في المغرب.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID