كيف نواجه التحديات الكبرى التي نعيشها في أوروبا؟

لا يخفى على أحد أننا نواجه كمغاربة تحديات كبرى في مختلف الدول الغربية ،بسببالحرب المشتعلة بين أوكرانيا وروسيا ،والتي من أسبابها رغبة أوكرانيا بالإنضمام إلى الحلف الأطلسي ،وكان هذا الطموح الأوكراني سببا رئيسيا في اشتعال حرب مدمرة في المنطقة تحملت نفقاتها من الجانب الأوكراني دول الإتحاد الأوروبي .تكاليف الحرب أثرت سلبا ليس فقط على البلدين المتحاربين ،ولكن كذلك على الدول الداعمة لأوكرانيا والتي تحملت نفقات الحرب المشتعلة ،بين البلدين على حساب مشاريع التنمية في مختلف الدول الأروبية المتحالفة مع أوكرانيا وإن كانت الولايات المتحدة هي التي تكبدت أكبر الخسائر في هذه الحرب بميزانية تجاوزت ستين مليار دولار .لكن التغيير الذي حدث في الولايات المتحدة وعودة ترامب إلى البيت الأبيض فرض تغيير في المواقف من هذه الحرب المدمرة،وبدأت ظغوط ترامب على زلينسكي واضحة في لقائه الأخير في البيت الأبيض الأمريكي ،واللقاء لم يخلو من إهانة واضحة لترامب لسلينزكي ،وربط استمرار شروط الدعم بالمقابل ،الذي لم يستسغه الرئيس الأوكراني ،لم يخفي ترامب امتعاضه من سياسة ساكن البيت السابق بايدن كما أنه لم يخفي أطماعه في استرداد التمويلات الكبيرة التي تحملتها أمريكا في هذه الحرب ،وفي نفس الوقتان يبدي استعداد لدعم استمرار هذه الحرب وهذا دليل آخر على أن العلاقة التي لا يخفيها مع الرئيس الروسي كانت من الأسباب التي ستجعل ترامب يسلك منحى آخر في إنهاء هذه الحرب برفض انضمام أوكرانيا للحلف الأطلسي أوالإتحاد الأوروبي وهذا مطمح ترامب الذي يرغب فيه كذلك الرئيس الروسي .وأعتقد أن نجاح ترامب في الإنتخابات الأمريكية شكلت خيبة كبيرة للرئيس الأوكراني الخاسر الأكبر في هذه الحرب .لأن حلمه بالإنضمام إلى الحلف الأطلسي والإتحاد الأوروبي لن يتحقق في عهد ترامب الذي يسعى لبناء ثقة وعلاقة مع الرئيس بوتين وبالتالي إطفاء الحرب الباردة بين المعسكرين والتي كادت أن تشتعل .ودخول ترامب للبيت الأبيض من جديد بدد طموح الرئيس الأوكراني بالإنضمام للاتحاد الإوروبي والحلف الأطلسي ومدد في نفس الوقت من الحرب الباردة بين المعسكرين والتي كادت تشتعل .فكانت عودة ترامب للبيت الأبيض فال حسن لروسيا وشؤم بالنسبة لأوكرانيا التي دمرتها الحرب وأنهت كل مقومات نهضتها .والسؤال الذي نطرحها ونحاول البحث عن جواب له ،هل فقدت أوكرانيا طموحها للإنضمام للحلف الأطلسي وخسرت أوكرانيا كل مقدراتها التنموية بسبب الحرب التي استمرّت لأكثر من سنتين والتي نتج عنها دمارا شاملا وخسائر فادحة في البنى التحتية ،وهل تمتلك مقومات النهوض من جديد من دعم دول الإتحاد التي أرهقت شعوبها بالتضخم والغلاء الذي عاشها اقتصادها خلال مدة الحرب بسبب الدعم الكبير الذي خصصته لأوكرانيا .أعتقد أن غالبية الشعوب الأروربية الداعمة لأوكرانيا ،لا ترغب في استمرار دعمها لأوكرانيا خشية تحرك الشارع في غالبية الدول الأوروبية التي عانت من تبعات الحرب بين روسيا وأوكرانيا ،وتحرك الشارع في غالبية الدول التي تساند أوكرانيا رافضا لاستمرار هذه الحرب على حساب اقتصاد شعوبها .إن السياسة التي أصبح ينهجها ترامب منذ عودته للبيت الأبيض أصبحت لا تتماشى مع طموحات الرئيس الأوكراني وبالخصوص بعد مطالبته باسترجاع أكثر من ستين مليار دولار التي أنفقتها أمريكا على هذه الحرب ،فطموح زلينسكي في لقائه الأخير اصطدم بمطالب ترامب بالإستفادة من من ماتدخره الأراضي الأوكرانية من معادن نفيسة لتلبية مطالبه ،لكن تبقى سياسية ترامب تختلف كليا عن سياسة سابقه،وبالتالي فأعتقد أن الحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا ستعرف ليس تصعيدا وإنما انفراجا لأن غالبية الدول المانحة لأوكرانيا لم تعد مقتنعة باستمرار هذه الحرب التي ستسبب لامحالة أزمة اقتصادية في غالبية الدول المانحة للمساعدات لأوكرانيا في حرب لن تربحها إلا بالرضوخ للشروط الروسية التي تقف ضد دخول أوكرانيا في الحلف الأطلسي.سأعود لتطورات هذا الملف في مقال قادم بحولها رمضان مبارك وكل عام وأنتم بخير
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك