مراد العمراني الزكاريمستجدات

رهاناتي بعد اسبوع من اجتماع ترامب-البيلدريغ . قطر واجتماع البيلدربيرغ

مراد العمراني الزكاري محاضر بالمركز الاوروبي للاعلام الحر ومحلل جيوسياسي برشلونة

نوايا «ترامب» المعلنة فيما يخص الحرب على الإرهاب تعني فك الارتباط الأمريكي مع الحلفاء التقليديين، أو على الأقل إعادة صياغته. أسئلة عديدة دارت فى خلد مخضرمي أوروبا؛ إلى أي مدى يؤمن «ترامب» بأن الحرب ليست على الإرهاب فحسب، بل القضاء على الجهاد العالمي؟ ما يعني تخلي الأنجلوساكسون عن خطط الشرق الأوسط الكبير باستراتيجية أداة الإرهاب العالمي!

كيف لـ«ترامب» إقناع الخليج بحل رابطة علماء المسلمين، وعلى رأسها مفتى الإرهاب يوسف القرضاوي، وميزانيتها تتجاوز ميزانية الدفاع السعودي، والحد من تورط قطر في تمويل ودعم الإرهاب؟!

إلى أي مدى ينجح «ترامب» في إقناع الرئيس التركي بالتخلي عن رعاية تيار الإسلام السياسي، وإقناع فرنسا بالتخلى عن استعادة حلم الانتداب على سوريا، والحد من أفكار بريطانيا بالتوسع الإمبريالي؟!

13 فبراير 2017، أجبر «ترامب» حلف شمال الأطلسى على تعليق عمليات الاستطلاع الاستخباراتية، تلك العمليات كانت تنظمها طائرات الأواكس، والأقمار الصناعية الخاصة بقوات الناتو، بغرض رصد ساحات المعارك فى سوريا، ثم تستخدم فرز المعلومات المجمعة لمساعدة الجماعات الجهادية على الفرار من ضربات قوات الجيش العربى السوري.

22 مارس، أتت الصدمة الحقيقية للقارة العجوز من اجتماع التحالف الدولي لمكافحة «داعش» المنعقد بواشنطن؛ ذكّر وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، الحاضرين بتعهدات «ترامب» أمام الكونجرس بالقضاء على «داعش» وليس دحره، وحاول وزير الدفاع، جيمس ماتيس، إقناع نظرائه ببدء معركة الرقة وتسليمها إلى الجيش العربي السوري، عرض قادة أوروبا العسكريون أن يوكل للبرتغال التدخل العسكري، بحجة عدم تسليم المدينة المحررة إلى الإرهابي «بشار»، انتهى الاجتماع دون توافق، وأغلب الظن أن الهجوم الإرهابي على دمشق بعد مؤتمر واشنطن، لأول مرة منذ العام 2012، كان رداً بريطانياً فرنسياً على الموقف الأمريكي الجديد.

21 ماي، حرص «ترامب»، خلال كلمته فى القمة الأمريكية الإسلامية بالرياض، أن يسمى الإرهاب بتسميته الحقيقية كإرهاب سياسي، وليس كإرهاب إسلامي، وقد تمخض عن القمة: انتزاع «ترامب» إقراراً من الدول المعنية بالتوقف عن تمويل الإرهاب، وتجفيف منابعه، والعمل المشترك للقضاء على هذه الجماعات الإرهابية، فاندلعت الأزمة القطرية الحالية، وتم طرد مفتي الإرهاب من رابطة علماء المسلمين.

وقد سمى «ترامب»، خلال خطابه، دولاً ورؤساء وملوكاً في منطقة الشرق الأوسط بأسمائهم، وتلاحظ أنه لم يأت على ذكر أي دولة من دول شمال أفريقيا، ما يعنى ضمنياً أن الأزمة الليبية ليست من أولويات السياسة الخارجية لواشنطن الفترة المقبلة، وربما كان ذلك تصريحاً ضمنياً من «ترامب» بتحديد وتوزيع الأهداف الجيوبوليتية فى الصراع الإقليمي بين أمريكا، والدول الغربية الكبرى، بما يعني أن أمريكا ستترك الساحة الليبية لنزاعات ومطامع الدول الاستعمارية القديمة.

25 ماي، ذكّر «ترامب» قادة الأطلسي فى بروكسل أثناء حضوره مؤتمر قمة الحلف بتعهداتهم، وفقاً للمادة الخامسة من ميثاق الحلف، والخاصة بالتزامات الدفاع، ومواجهة الإرهاب العالمي.

26 ماي، استطاع «ترامب» حشد جهود قادة الدول الصناعية السبع فى مؤتمر قمة جمعهم بجزيرة صقلية، لا لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب فحسب، بل أيضاً لمواجهة التطرف العنيف، أي تنظيم الإخوان المسلمين، وقد نجح «ترامب» في الوصول إلى اتفاق على بيان أقرته كافة الدول السبع ينص على تحويل مكافحة الإرهاب إلى مستوى أعلى بمنع أعمال الإرهابيين ومرتكبيها ومؤيديها، والتحقيق فيها، ومقاضاة مرتكبيها بلا هوادة، وتكليف وزراء الداخلية بتنفيذ هذه الالتزامات.

بعدها مباشرة عُقد اجتماع البيلدربيرغ الذي رصده تييري ميسان، كان مناظرة بين أنصار مكافحة ما سُمي بالتطرف الإسلامي، وبين داعميه. الحاضرون من الجانب المعادي: الجنرال ماكماستر (مستشار الأمن القومى لـ«ترامب») ومساعدته ناديا شادلو، ومن الجانب المؤيد، جون برينان (الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية)، برفقة آفريل هينس، وديفيد كوهين، ومن الجانب البريطاني المؤيد، السير جون ساورس، الرئيس السابق لجهاز المخابرات (ظهير تنظيم الإخوان المسلمين)، الجنرال نيكولاس هوتون (الرئيس السابق لهيئة الأركان الذي أعد خطة الاجتياح البري لسوريا عام 2012)، ومن الجانب الفرنسى المؤيد، الجنرال بنوا بوجا (الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة لقصر الإليزيه، وقائد القوات الخاصة فى سوريا)، وأخيراً من القطاع الخاص، هنري كرافيس، مدير صناديق استثمار (ك. ك. آر) (مدير صندوق تمويل تنظيم داعش).

ما جرى التوافق عليه بين الحلفاء تجلى فى ضرورة التخلي عن مبدأ الدولة الإسلامية (داعش).

كما دفعت لندن خلال الاجتماع باتجاه تغير نوعي في الشرق الأوسط؛ ففي حال تم التخلي عن نموذج الربيع العربي، تأمل المخابرات البريطانية خلق اتفاق جديد على أساس الإسلام السياسي، والتخلي عن الصراع السني – الشيعي، بإنشاء «هلال الإسلام السياسي»، يمتد من طهران إلى الدوحة، فأنقرة، مروراً بإدلب وبيروت، حتى غزة، يقوم على توحيد تنظيم الإخوان مع الخمينيين فى طهران.

النتائج المستقبلية للأزمة القطرية الخليجية تصب فى صالح الرؤية البريطانية الجديدة، اندماج الدوحة، الممول الرئيسي لتنظيم الإخوان، مع طهران الخمينية، داخل هلال الإسلام السياسي، أما المسيرة التى نظمتها حركة حماس داخل قطاع غزة فى 11 يوليوز للحرس الثورى الإيراني، وجماعة حزب الله، فكأنما تعلن طهران قبولها بالرؤية البريطانية الجديدة.

++++هذا المقال نشرته يوم 23 يوليوز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube