هذا ماكتبه الأسير الروسي ألكسندر تروبانوف

جميلكم محفور في وجداني، فخلال 498 يومًا عشتها بينكم، تعلمت معنى الرجولة الحقّة، والبطولة الخالصة، واحترام الإنسانية والقيم، رغم ما تعرضتم له من عدوان وإجرام.
كنتم أنتم المحاصرون الأحرار، وأنا الأسير وأنتم الحراس على حياتي، اعتنيتم بي كأب رؤوف بأبنائه، حفظتم علي صحتي وكرامتي وأناقتي، ولم تسمحوا للجوع أو الذل أن يمسّني، رغم أنني كنت في قبضة رجال يقاتلون لأجل أرضهم وحقهم المسلوب تقاتلهم حكومة بلادي التي تمارس أبشع إبادة بحق شعب محاصَر.
لم أكن أعرف معنى الرجولة حتى رأيتها في أعينكم، ولم أدرك قيمة التضحية حتى عشتها بينكم، حيث كنتم تواجهون الموت بابتسامة، وتقاومون بأجسادكم العارية عدوًا يملك كل أدوات القتل والدمار. مهما أوتيت من فصاحة وبلاغة، فلن أجد من الكلمات ما يفيكم قدركم، وما يعبر عن دهشتي وإعجابي بسموّ أخلاقكم.
أهكذا يعلّمكم دينكم أن تعاملوا به أسراكم؟
أي دين عظيم ذاك الذي يصنع منكم رجالًا بهذا السموّ، حتى تسقط أمامه كل قوانين حقوق الإنسان الوضعية، وتتهاوى بجانبه كل بروتوكولات التعامل مع الأعداء!
لقد طبقتم العدالة والرحمة في أصعب اللحظات، ليس بشعارات زائفة، بل بواقع عشناه، والتزمتم بمبادئكم حتى في أحلك الظروف.
صدقوني، لو كُتب لي أن أعود إلى هنا يومًا، فلن أعود إلا مقاتلًا في صفوفكم، لأنني عرفت الحق بأهله، وأدركت أنكم لستم فقط أصحاب الأرض، بل أصحاب المبدأ والقضية العادله
رسالته التي نشر الإعلام علنا ووسائل التواصل الإجتماعي تحمل كلاما بليغا يجب أن يصل للعالم عن أخلاق شعب وماعاشه خلال فترة الإحتجاز عن أخلاق محتجزيه والدواعي والأسباب التي جعلتهم يقومون بعملية السابع من أكتوبر سوى تماطل العالم عن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية وجلاء الإحتلال،لقد تحدث عن شعب يناضل من أجل جلاء الإحتلال عن أرضه ليعيش بكرامة ويعود أكثر من ستة ملايين فلسطيني يعيشون في الشتات.إن رسالة ألكسندر ليست للذين عاش معهم القصف العشوائي والموت التي قد تخطفهم جميعا كل لحظة ،لقد كتب عن أخلاق الذين يناضلون من أجل تحرير أرضهم وبناء دولتهم ،وعرف قيمتهم وأخلاقهم بعكس الصورة السوداء التي تنقلها إسرائيل والولايات المتحدة،.إن رسالة بوتين وشكره لحركة حماس على إطلاق سراح ألكسندر تحمل أكثر من معنى.إن الذين يحاربون المحتل الغاصب هم أصحاب حق يريدون فقط حماية أرضه وشعبهم والعيش بكرامة فوق أرض فلسطين ،وأعتقد أن الرسالة التي نقلها ألكسندر للعام تزيد الذين يناضلون من أجل تحرير أرضهم عزما وإسرارا لأنهم فقط يبحثون عن جلاء الإحتلال وبناء دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية ،ولن يكون سلام عادل من دون تحقيق هذا الحلم الذي يراود الملايين من الشعب الفلسطيني في الداخل الصامدون وكذلك للذين فرض عليهم العيش في الشتات
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
Se mindre