سابقة خطيرة ترامب يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية

يبدو أن الرئيس الأمريكي ترامب قد تجاوز كل الحدود بفرضه لعقوبات على المحكمة الجنائية،التي أصدرت حكما على النتن ياهو هو وتلة من زعماء الكيان يتقدمهم وزير الدفاع السابق المسؤول الأول على المجازر التي ذهب ضحيتها لحد الساعة أكثر من خمسين شهيدا وشهيدة صغارا وكبارا .ترامب بقراره الأحمق ،يعرقل تنفيذ القرارات الصادرة ،ويشجع على الفوضى والإفلات من العقاب .ترامب الذي يهدد نيابة عن النتن ياهو الفلسطينين بالترحيل القصري لدول أخرى بعيدا عن الأرض التي ولدوا وعاشوا فيها ودفنوا فيها أعز الناس لقلوبهم .أي منطق يتسلح به ترامب ،ويريد فرضه على قوم لم يبقى لهم بعد كل الذي فقدوه في غزة ،سوى التشبث بغزة وبحر غزة ومقابر غزة التي انتعشت ،فأصبحت في مجموعها مقبرة جماعية ، لمئات الشهداء الذين واللواتي رحلوا من دون سابق إخبار ،أوإنذار .ترامب يساهم بدوره بعد انتخابه من الشعب الأمريكي ،ليس بنشر العدالة والإنصاف في العالم ،بل بنشر الفوضى ويفضل أن يترك بصماته الأولية في غزة وبحر غزة الغني بالنفط والغاز.يبدو أن مواقف زعماء العالم يعارضون قرارات ترامب الذي يسعى لخلق الفوضى الخلاقة ،وفرض قانون الغاب على شعب يصر على الموت على أرضه ،عوض مغادرة غزة .ترامب يسعى بسياسته لإحداث تغيير جدري في العلاقات الدولية ،من خلال تحالفات جديدة،بل نظام مختلف جديد ،يعتمد على قوانين جديدة لا تعطي قيمة للعدالة والإنصاف .وهذا يبدو واضحا من خلال أولى تصريحاته بعد فوزه في الإنتخابات الأمريكية الأخيرة فهو أعلن بالإستيلاء على جزئ من كندا وبنما ويضيف إليهم بعد أيام من انتخابه غزة وأنا متأكد أنه سيسعى لضم مناطق أخرى ولا نستبعد إمارات الخليج التي تملك الغاز والبترول ،إنه يريد خلق نظام عالمي جديد ،يكون هو المسيطر والمتحكم على كل الموارد الإقتصادية.لكن سيصطدم بمشروعه الغير الأخلاقي مع القوى التي تسعى للحفاظ على القيم الإنسانية النبيلة.إن العالم بقواه الحية ،المتمسكة بالمبادئ والقيم النبيلة يتحرك الآن ويعلن موقفه من سياسة ترامب الذي يريد فرضها على العالم .والشعب الفلسطيني الذي يريد تهجيره بالقوة من أرضه،أعلن الجهاد والتصدي لمشروع ترامب الإستعماري الجديد .إن قراره الجديد بفرض عقوبات على محكمة العدل الدولية التي خرجت إلى الوجود بموجب إجماع دولي ،يعد سابقة خطيرة ودليل على أنه فقد عقله وأصبح بالفعل يتصرف بمنطق الطغاة الذين لا يهمهم القيم الإنسانية النبيلة ولا العدالة الإجتماعية،وإنما يسعى للسيطرة على المصادر الطاقية التي تذر المال ،ولا يهمه مطلقا ،الحفاظ على السلم ،والتمسك بالقيم النبيلة في التعامل مع الإنسان والتجمعات البشرية .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك