حيمري البشير

ماذا تحقق من طوفان الأقصى؟

سؤال يخشى الكثير من الخوض فيه؟والجواب عن السؤال بصراحة وبدون لغة خشب فالحصيلة الكبيرة للشهداء والذي تجاوز الخمسين ألفا والدمار الشامل لمدن القطاع،حصيلة لم تشهدها ربما حتى الحرب العالمية .إن وحشية القصف الذي تعرض لها الشعب الفلسطيني ،وسكوت العالم عن عن ماحصل من تصفية عرقية لم يسلم منها حتى الأطفال الصغار ،ووحشية الجيش الصهيوني في إحراق الإنسان وكل شيئ على وجه الأرض ،على أن الشعب الفلسطيني ،هو الذي قدم حصيلة كبيرة من الشهداء .قد يقول البعض أن حجم الدمار الذي حصل في القطاع والشهداء الذين سقطوا كبارا وصغارا نساءا ورجالا كان مرتفعا لكن في نظر الكثير ،أن الشعب الفلسطيني فعلا شعب الجبارين ،لقنوا جيشا مدربا ومسلحا بأعتد الأسلحة درسا سيبقى للتاريخ ،مصداقا لقوله تعالى (كم من فئة صغيرة غلبت فئة كبيرة بحول الله.إن الذي بحث عن وقف الحرب لخسائرها الكبيرة اقتصاديا والتي تجاوزت أربعين مليار دولار وفشلها في تحقيق النصر هي إسرائيل التي تلقت درسا سيبقى للتاريخ فالمواجهة لم تكن متوازنةبين الفريقين المتحاربين،فريق كان يأتيه الدعم من مختلف الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا،ودول أخرى كانت تدعم إسرائيل بالسلاح في الخفاء ،ودول وقد تكون عربية ساهمت بدورها في دعم إسرائيل لأنها لم ترغب أن تحقق المقاومة الإسلامية انتصارا وتأتي الدائرة عليها .دول عربية وقفت موقف المتفرج وانتظرت أن تنهي إسرائيل البعبع الذي روع المنطقة المقاومة الإسلاميةالتي قدمت قافلة من الشهداء لازال الكثير منهم تحت ركام الأنقاض.إن الذين يقولون بأن الشعب الفلسطيني مل من انتظار العدالة ورفع الظلم ،ورفع الحصار والذل والهوان،وكانوا مضطرين لرفع التحدي أمام العالم والدول الكبرى لأنها لم تنصفهم ،وقرروا أن يرفعوا التحدي ويدخلوا التاريخ بالملاحم التي أبدعو افيها. فلم تكن لهم خيارات متعددة سوى المقاومة ورد الإعتبار للشعب الفلسطيني من خلال قافلة من الشهداء الذين سقطوا للفت انتباه العالم .للظلم الذي مازال جاثما على الشعب الفلسطيني إن إسرائيل خسرت صورتها أمام العالم وخسرت هيبتها وأصبحت خسائرها المالية كبيرة جدة ،وكانت مضطرة للبحث عن وقف هذه الحرب الظالمة ،لأن شعبها لم يعد يتحمل استمرار هذه الحرب ،فهي خسرت كل شيئ ،أصبح اقتصادها منهارا ،ولم جيشها قادرا على مواصلة الحرب من دون دعم الدول الكبرى ،وخسرت هيبتها العسكرية أما مقاومة تبحث عن الشهادة في الوقت الذين هم يبحثون عن الحياة .والذي كان حقيقة يبحث عن وقف الحرب هي إسرائيل لأن غالبية الذين عمروا البلاد أصبحوا غير قادرين على العيش وسط صراع دام وسيطول مهما لم يكون هناك حلا يرضي الفلسطينين أصحاب الأرض .ومادام لم يقتنع حكام إسرائيل بالسلام العادل وبحل الدولتين فلن يكون هناك سلام .إن ما عاشته المنطقة من دمار وسقوط الآلاف من الشهداء الفلسطينيين رجال ونساءا شيوخا وأطفالا سيؤجج الصراع أكثر ،وإذا لم يكن هناك إنصاف وعدالة فسوف تتوقف الحرب بعد ممارسة الضغوط من الدول الكبرى ومن طرف الدول العربية ،ولكن سيبقى المشكل قائم من دون عدل ولا إنصاف ،قيام الدولة الفلسطينية هو الحل للعيش في سلام .إذا طوفان الأقصى كانت حربا مؤلمة للطرفين ودخلها الشعب الفلسطيني بعزيمة المقاومة التي كلفت الشعب الفلسطيني الكثير والشعب الفلسطيني هو الذي قدم أكثر مت خمسين شهيد وشهيدة ،ودمرت كل ممتلكاته ومؤسساته وجامعاته ومستشفياته ،ومن أجل إعادة البناء سيتتطلب الكثير وستدفع دول الجوار التي وقفت موقف المتفرج لإنهاء المقاومة صداع الرأس في نظر المتفرجين حراس مكة والمدينةوالذين كانوا يخشون على آبار الغاز والنفط ،ومستعدون الآن لدفع فاتورة إعادة الإعمار وبناء ماهدمته إسرائيل من جامعات ومستشفيات ومدارس وجامعات .كان هدفها تحطيم إرادة المقاومة لكن المقاومة لقنها الدروس وأبدعت في ذلك بحفرها أنفاقا تحت الأرض وصنعها السلاح الذي فاجأت به الجيش الذي لا يقهر .ماجرى حرب ظالمة على شعب كان يريد فقط بناء دولته والعيش في سلام كباقي الشعوب في العالم .ومن حقنا نحن المتفرجون أن نطرح السؤال من ربح هذه الحرب فالجواب واضح الشعب الفلسطيني بعزيمته وبروحه القتالية ،وطموحه في تحقيق دولته وعاصمته القدس ،قد بين للعالم أنه قادر على تحقيق النصر بعزيمته وبسالة جيشه ،وأن المعركةرالتي خاضها قد جعلت العالم يقف مندهشا لبسالة جيشه ولإصراره على مواصلة المعركة حتى تحقيق النصر ،رغمرحجم الشهداء الذي قدمه وسيضطر لتقديمه في المستقبل ،حتى يتحقق النصر بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس شاء من شاء وأبى من أبى ومن دون ذلكرلن يكون هناك سلام .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID