حيمري البشير

حياتنا مثل هذا الطفل لا هو شايف الطريق ولاعارف فين واصل ولا فين غادي .

صورة معبرة وصلتني من دبلوماسي يمتلك أخلاقاً عالية جدا،تحمل أكثر من معنى .دبلوماسي عزيز على قلوبنا ،وطني حتى النخاع ذو أصول متجذرة في التاريخ بأخلاقها في المجتمع المغربي ،أعتبره أستاذي الذي استفدت منه كثيرا صاحب غيرة عن وطن إسمه المغرب ،إنسان طيب بامتياز .تجمعني به علاقة صداقة تزيد عن أكثر من عشرين سنة،سعيد بتجديد التواصل معه وأعتبره دائما مثلي الأعلى في الأخلاق والقيم تعلمت منه الكثير كباقي الأساتذة الذين درسوني وتركوا بصمتهم في شخصيتي عبر مراحل التعليم ،منهم من قضى نحبه ومنهم من لازال يقضي بقية حياته وينحدرون من دول كثيرة وكذلك مغاربة.لازالت بعض أسمائهم راسخة في ذاكرتي كأستاذ اللغة الفرنسية في إعدادية الجاحظ بوجدة ،monsieur melleréوأستاذ التاريخ مخوخي ،وأستاذ اللغة العربية توفيق وينحدر من الناضور وأستاذ التاريخ والجغرافية لزعر ،وأستاذ اللغة العربية إبراهيم دهام سوري وغيرهم كثير ،هؤلاء تركوا بصمتهم في جيل من المغاربة واستطاع العديد منهم تحمل المسؤولية في تدبير شؤون الدولة في مختلف التخصصات ،وعندما تتاح الفرصة لأي إنسان أن يراجع صفحات التاريخ ،عليهم أن يذكرهم بالخير .الكثير منهم لازلت أتذكر أسماءهم رغم مرور أكثر من أربعين .أطال الله في عمر من بقي حيا منهم ورحم الله من غادر هذه الدنيا وترك جيلا يذكره بالخير .الصورة التي وصلتني معبرة ،تحمل معاني كثيرة تعبر عن معاناة يعيشوها مواطنون من مختلف الجنسيات ،وتكشف حقيقة عن القواسم المشتركة التي تجمع العديد من المسلمين في كل بقاع العالم ،السمنة المفرطة الناتجة عن غياب الثقافة المرتبطة بالنظام الغذائي النموذجي والذي يقي المرئ من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط الدموي وذلك ناتج عن غياب ممارسة الرياضة والأكل الصحي ،.واستعمال الرجل لهذا النوع من التنقل راجع للسمنة المفرطة .وللحديث عن الصورة المعبرة لواقع مغربي والتي تحمل معاني كثيرة ،بصفة عامة ،في ظل التحولات التي تجري في المجتمع المغربي .الصورة أراها تحمل أكثر من معنى ، معبرة عن مجتمع ،يعيش ما يسمى بالتخمة لكن المستفيد ليس عامة الشعب المغربي ،بل رئيس الحكومة وباقي الوزراء الذين يشكلون قلة في المجتمع المغربي ويسيطرون على كل شيئ بدءا بتدبير الشأن ويعيشون التخمة والفساد الذي لاحدود له، في الوقت الذي تعاني شريحة واسعة من الفقر وغلاء المعيشة والتضخم ،والمرض وحتى العلاج في المستشفيات التي بنتهم الدولة سيكون بالمقابل في إطار مايسمى بالخوصصة ولن يكون القطاع الصحي الوحيد الذي سيخضع للخوصصة فالتعليم كذلك في الطريق إنها الحقيقة المرة ،والمكلفة التي إن لم تراجع الدولة سياستها فسوف نتجه للمجهول ،والجميع من دون استثناء لن يعرف كيف سيكون مستقبل الأجيال القادمة والصورة التي وضعتها تعبر حقيقة عن مستقبل مجهول فالطفل الذي يجلس وراء أبيه لا يستطيع أن يرى لا طريق آمنة أمامه ،لا هو شايف الطريق أي المستقبل ،ولا فهم السياسة التي تنهجها الدولة في ظل التطورات الجارية ،ولا حتى فهم الصراع الذي أصبح موجودا بين الحداثة وبين التشبث بالقيم الإسلامية نحن نتجه في المجتمع المغربي إلى تكوين جيل يجهل هويته الإسلامية لأن تدبير الدولة وضع في أيدي فقدت هويتها الروحية وأصبحت تتوق للعلمانية المادية المتوحشة،خلاصة لا بد منها هل فعلا توضحت الرؤيا حول السياسة التي تنهجها هذه الحكومة أم نتجه إلى المجهول الذي سيؤدى وضعنا ووضع الأجيال القادمة .والله المستعان على ما تصفون ويستمر الجدل .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID