أخبار المهجر

ليلة رحيلك دون وداع

ذ حميري البشير كوبنهاكن الدنمارك

كم هي صعبة أن تغادر الدنيا في عز شبابك ياواسطة العقد ،يانضال وهو إسم اختترته لارتباطي الوثيق ببطل من أبطال فلسطين استشهد من أجل القضية التي تجمع الشرفاء في الوطن العربي.كم كنت سعيدا ليلة الوداع ياعزيزي بعد صيام يوم عرفةوبعد أن تيقنت أن من صامه غفر له ماتقدم من ذنبه وماتأخر.كنت سعيدا تلك الليلة،وبدت ملامح السعادة عند تناولنا طعام الفطور جماعة كما كنا طيلة شهر رمضان.لن أنسى حماسك وأنت تتابع معنا ليلة الوداع آخر مباراة لفريقك المفضل النهضة البركانية ولم تكن وحدها بل أحببت فريق الرجاء البيضاوي من أجل الطفل عادل الذي ارتبط بك كثيرا وكنت في تواصل ٬معه وأنت الذي قضيت عندهم شهران في مدينة الدارالبيضاء ،وخلال كل هذه المدة ،كنت دائما تحكي لي قصصا مؤلمة لأوضاع الفقراء في العديد من أحياء الدارالبيضاء ،وكنت ترغب باستمرار أن تحقق حلما طالما كنت متشبثا به منذ صغرك إكرام الفقراء وفي الكثير من الأحيان تعطي كل ما تملك .لازلت أتذكر اتصالاتك بي في اللحظات التي تصادف فيها المهمشين والفقراء فأستجيب لك في الحين وتكون أسعد الناس عندما تتوصل بما يكفي لإكرام الفقراء والأطفال الصغار وسعادتك تتجلى في إسعاد الآخرين.افتقدتك في زمن أنا في أمس الحاجة إليك .كنت مرتبطا بأمك وسعيدة بك بقامتك وبابتسامتك وبشهامتك وبعصبيتك تارة.كنت المساعد في كل شيئ حريصا على صلة الرحم،٬محبوبا وسط العائلة محبا للخير للجميع ،متميزا في دراستك طموحا في إنهائها في الطاقات المتجددة،وراغبا بعد إنهاء دراستك. البحث عن أفق أفضل وتغيير الأجواء في المغرب بحثا عن فرصة عمل في المشاريع الكبرى في المحطات الحرارية في ورزازات وغيرها من المناطق الأخرى.كنت تعشق المغرب وتحرص على قضاء عطلة الصيف في المغرب ،لكن هذه السنة تعذر ذلك بسبب الوباء اللعين.الذي لم تكن تبالي به.تأسفت كثيرا وكنت تطمح العودة من جديد لملاقاة عادل وتتجولا معا في شوارع السعيديةوالدارالبيضاء ومراكش في عز الصيف .لكنك تغادرنا في ليلة وأنت في طريق العودة للبيت،بعد جولة قصيرة عقب انتهاء المقابلة آلتي جمعت النهضة البركانية ويوسفية برشيد .وفي لحظة سهو لم تنتبه لحافلة قادمة ،تصدمك ،وتغادر دون وداع ،رحلت دون أن تحضر نصف نهاية كأس إفريقيا الذي كان سيجمع النهضة بالحسنية وكنا نحلم تأهل النهضة للنهاية وحمل الكأس بين أيدينا كماحملت كأس العرش في كرة السلة سنوات خلت .رحلت وتركتنا وأنت الذي كنت تخطط للسفر للمغرب لقضاء عطلة قصيرة قبل بداية الموسم الدراسي.رغم أني عارضت هذا السفر بسبب الظروف الصعبة آلتي يمر بها العالم.اكتشفت بعد رحيلك أنك فعلا كنت تبحث عن تذكرة سفر للدارالبيضاء ولكن تأبى الأقدار إلا أن تكون الرحلة هذه المرة إلى الدار الآخرة ،دار ندعو الله أن تكون في جنات الخلود مع النبيئين والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
يتبع ……مواقف نضال السياسية وإحراجه لخصوم الوحدة يوم حضرت أمناتو حيذر للدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube