مستجداتمقالات الرأي

القطع مع الماضي الأسود ثم القطع مع الحاضرالرمادي

ذ. مصطفى المنوزي محامي و رئيس منتدى التفكير و الدراسات و التوثيق

خلال فترة الطوارئ الناتجة عن جائحة كوفيد 19 ، أكدنا جازمين بأننا قد نعيش لحظة بقدر ما هي استثنائية فعي إيجابية ، فنحن نحيا في خضم ثورة عظمى على النرجسيات لأن زمن الهيمنة والإحتواء سيتوارى بالتنازل الايجابي لبعضنا البعض عن قسط من التمكين وتقاسم فرص للحياة والتعايش المشترك ، لكن من الضروري التنازل للدولة ، في ظرفيتنا الاستثنائية هذه ، عن الحق في مركزة تدبير المرحلة بالتفويض المطلق في تطبيق القانون وفي الاستعمال المشروع للقوة العمومية ، ما دام الأمر يتعلق بتعاقد وجودي ثمنه الحياة ولا شيء غير الحياة ، لذلك فالتضحية الوحيدة المطلوبة منا هي المكوث في بيوتنا ، فلنجمع على إخلاء الفضاء العمومي والأماكن الجماعية ، فلا طقوس حاليا إلا التزهد عن متاع الشارع وبؤر الاختلاط والاحتكاك والعدوى . وهنا ولأول مرة نتبنى (ايجابيا) قاعدة ” كم من حاجة قضيناها بتركها ” .حقا نحن أمام امتحان عسير ، لكن حقيقة نحن أمام فرصة تاريخية لانبعاث القيم الإنسانية النبيلة أو لإنتاج قيم أكثر إنسانية وأنبل . فهلموا نقيم ما الذي تحقق من حلمنا ، فيبدو أن البعد الانساني لم يعد إلى أجندة واهتمامات المشهد السياسي وبالأحرى تمثلها في الهويات الحزبية والسياسات العمومية . لقد راهن الجميع على إحداث الدولة والمجتمع لقطائع كثيرة ، وهي إرادة راودت العالمين ؛ غير أن الخريطة الجديدة لها مهندسوها ومدبروها من الخوارج وضغوطها ، ناهيكم عن إكراهات الزمن الانتخابي القاتل لكل نأمة أمل في التحول الديموقراطي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube