انطباعات شخصية حول رواية 《الموتشو 》

أحمد الونزاني
《الموتشو 》مصطلح في غاية الدلالة و هو اسم يطلق على الطفل الصغير المتميز من بين أقرانه، إما قدحا أو مدحا في شخصه. و كما جاء في مداخلة الكاتب فهو يعني بذات المصطلح العالم العربي والإسلامي (المحجور عليه )سياسيا و اقتصاديا من طرف نخب تغريبية أخطأت الموعد النهضوي للشعوب العربية و للمنطقة العربية بتياراتها المختلفة، يسارية، ليبرالية و حتى اسلاموية و قومية. و هذا انطباعي الاولي قبل التطرق لتفاصيل و حيثيات و الاحالات التي دست في هذا العمل الإبداعي.صياغة مجموعة من الظواهر الاجتماعية في هذا العمل الأدبي، تقربنا من الحالة المجتمعية السائدة في زمن الصراع السياسي الحاد بين السلطة و التيارات السياسية عموما، أو ما اصطلح على تسميته بسنوات الرصاص. و يعطينا انطباعا أقرب للحقيقة، حول تلك الفترة، لكنه يترك للقارئ حق التأويل حسب موقع القارئ من ذلك الصراع. و قد استطاع الكاتب أن يصور حدة ذلك الصراع بشكل دقيق إلى درجة الاستعداء الواضح بين السلطة و اليسار الراديكالي و بين اليسار عموما و التيار الإسلامي. و قد لعبت السلطة على الحبلين لتقليم أظافر كل من التيار الإسلامي و التيار اليساري، مما أعطى نفسا و فسحة للسلطة نفسها. انقسام المعارضة سياسيا و فكريا لحد المفاصلة ،بالرغم من تواجد نقط التقاء من حيث الهدف و هو الإصلاح بصفة عامة، ساهم في تأجيج الصراع بين الفرقاء السياسيين و أفسد و أخر كل عملية إصلاح منشودة، فكان التسويف مع بناء عملية سياسية صورية استفاد منها الوصوليين ، الذين أسسوا لمجتمع الريع و المحسوبية و الزبونية و الفساد بكل أشكاله و أنواعه. و اعتقد ان مصطلح :سنوات الرصاص -يعطينا درجة الاحتقان السياسي و المجتمعي في البلاد. و عموما فالصورة شبه عامة و يمكن إسقاطها على كل دول العالم العربي. نفس ما يجري شرقا نجده في الغرب الإسلامي. جغرافية سياسية ملتهبة ،لكنها خاضعة و تحت تأثير مسكنات بجرعات دورية ،و هنا يجب ان نقف على مسببات الضحالة الفكرية والسياسية للنخبة في الوطن العربي، ضحالة فكرية بسبب التغريب اولا و منهجية تفكير أغلب النخب ، المناكفة و استعداء للآخر و التخوين، بدل الاشتغال بحل المعضلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية و وضع لبنة الدولة الحديثة . الموتشو عمل تشخيصي لحالة الجمود و الشلل التام الذي أصاب مفاصل المنطقة العربية و العقل العربي المرتهن للتبعية و الأدلجة و بريق السلطة و المال. كما أنه عمل يطرح مشكلة الشرق الأوسط في بعدها الإنساني، بدل النظرة الضيقة التي تعتمد نظرية الاستئصال من كلا الجانبين. و الرمزية في استعمال الشخوص يدل على أخذ الكاتب مسافة بينه وبين تلك الشخصيات، لمحاكاة حقيقية لواقع هو نفسه يعيش تناقضاته و سجالاته الفكرية والسياسية. و أرى أن الرواية استطاع من خلالها الكاتب طرح الأسئلة الصعبة التي تؤرق المثقف العربي بصفة عامة و التي تعتبر المدخل لبعث الأمة العربية والإسلامية من جديد. سؤال الهوية و العولمة و الحداثة و الدولة و الآخر. ……..ف الموتشو هو أنا وأنت و هذا العالم العربي، الشاسع و الذي يضيق بشباب فقد كل أمل بأن يكون الغد أفضل.