أخبار المهجر

هل نحن في حاجة لخطاب تكفيري في مجتمع غربي

عندما نلح على ضرورة تجديد الخطاب الديني في المجتمعات الغربية .فإننا نرغب في إقناع غير المسلم بهذا الدين ،و الذي يتبنى عقيدة أخرى ،لكن متشبث بنفس القيم التي ندافع عنها.لنكن 

صرحاء فيما بيننا كجالية مسلمة نعيش في الدنمارك ونعاني من الكراهية والإسلاموفوبيا ،وأولادنا وبناتنا يعانون معاناة كبيرة في المجتمع ،ويبحثون عن السبل والطرق الراقية لإقناع الآخر الذي يختلف عنا ؟

أولادنا وبناتنا الذين يبحثون عن هويتهم وعقيدتهم  سيعيشون صراعا حقيقيا ،إذا ما اختاروا المؤسسات

الدينية لمعرفة دينهم ،وعندما يغيب الخطاب الديني الذي يتبنى قيم التسامح والتعايش في مساجدنا

ويسود الخطاب التكفيري .فسنعيش مأزقا حقيقيا ،هل من الممكن أن نقبل خطابا يكفر تارك الصلاة في مجتمع غربي؟ وهل يدرك من يتبنى مفهوم ما يقوله ؟بصراحة فعندما تصف تارك الصلاة بالكافر ،فإنك تبعث رسائل مشفرة للمتطرفين من  أبناء جلدتنا لتطبيق حد الكفر،لماذايلجأ البعض  لهذا الأسلوب من الخطاب ،في الوقت الذي يلغي فيه أسلوب الترغيب ويفضل أسلوب الترهيب والتهديد.ألم يستفذ 

هؤلاء المبتدئون المتعصبون للدعوة لهذا الدين  من الأخطاء التي وقع فيها العديد،حتى تكالبت علينا  قوى معادية للتسامح والتعايش،ولنتكلم بصراحة ،لم نعد نسمع بتكفير تارك الصلاة حتى في مساجد المسلمين في بلادهم ،هذه حقيقة يجب أن يلتقطها دعاة الغلو والتطرف .يجب أن نغير خطابنا الديني 

ونعتمد خطابا يعتمد الترغيب والإقناع وليس خطابا يلجأ فيه الإمام  لنشر الهلع والخوف  بين الشباب المسلم الذي ازداد وترعرع في الدنمارك ولازال في بداية الطريق،وعوض أن نحبب له دينه ،ونجعله يفهم الإسلام بالتدرج  مصداقا لقوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر بمعنى أن الدين يسرا وليس عسرا،عوض أسلوب الترهيب والتهديد  ،الذي يجعله يتراجع وينفر من هذا الدين ومن أساليب بعض الأئمة الذين يعتبرون تارك الصلاة كافرا هذا خطاب متجاوز ،خطاب مرفوض ،وتكفير تارك الصلاة وقع عليه خلاف كبير بين الأئمة والفقهاء

ولايمكن اعتماده في الخطاب الديني في الغرب .لنبحث جميعا ،رجال دين وباحثين  في أنجع السبل لإقناع الشباب المسلم والشابات المسلمات بعقيدتهم بدون تعصب وبعيدا عن الغلو ،ونعتمد جميعا خطابا دينيا يتبنى الحوار البناء والتعايش والتسامح .إذا أئمة المساجد والساهرين على المؤسسات الدينية في الغرب عليهم  أن يتبنوا خطابا معتدلا يعتمد على أسلوب الإقناع بعيدا عن التشدد،ويجب

أن يكون هدفنا جميعا تحبيب هذا الدين للجيل المزداد في الغرب،وليس تنفيرهم منه،وعلى أئمة المسلمين أن يتحملوا كامل المسؤولية في تبني إسلاما معتدلا  ينبذ العنف والتطرف،إسلاما يعد أتباعه المؤمنين بالثواب عندما يحسن معاملة غير المسلم  لأنه بذلك السلوك يزرع الثقة في غير المسلم بأننا نتقاسم معهم نفس القيم الإنسانية.إذا نحن بحاجة اليوم وفي ظل ماجرى خلال هذه السنوات إلى أئمة يتبنوا خطابا دينيا معتدلا وليس خطابا  تكفيريا يكفر تارك الصلاة وهم في الحقيقة لا يعلمون

أبعاد وصف تارك الصلاة بالكافر في الإسلام .علينا جميعا أن نتحمل كامل المسؤولية في تصحيح الخطاب الديني وتصحيح صورة الإسلام في الغرب والتي لطخها المتطرفون والذين يتبنوا الفكر التكفيري.وتصحيح هذا الخطاب الديني هو من مسؤولية الهيئات المسيرة للمؤسسات الدينية ،وعليهم أن يختاروا من هم أهلا بالإمامة .وتدبير المؤسسات الدينية يجب أن يتحملها من يمتلكون الثقافة الإسلامية المعتدلة والكفاءات التي تؤمن بالحوار الحضاري ،لأننا في هذا الزمان بحاجة لرجال يمتلكون

اللغة والثقافة الإسلامية. فمعركتنا لازالت في البداية ولنبرهن للعالم وكل من نختلف معهم بأن الجالية

المسلمة تنبذ العنف والغلو وتتبنى التسامح والتعايش لنساهم جميعا في استقرار هذا المجتمع وعلينا كجالية مسلمة مغربية أصبحت تمتلك مساجد تشرف وجه المغرب أن نرقى في تدبير هذه المؤسسات ونجعل أكبر عدد من الشعب الدنماركي يبتعد عن الكراهية والإسلاموفوبيا

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube