عندما يتحرك الشارع المغربي ضد الفساد

بلغ السيل الزبى،ولم يعد المغاربة يتحملون قسوة الظروف المعيشية ،أريد فقط تفسير ،مصطلحات تعودنا على سماعها في مغرب الأمس (شي يأكل شي يشوف) اليوم أصبح المواطن المغربي يتجرأ على سلطة الدولة ،ويخرج للشارع للتظاهر بغية لفت الأنظار….نقط ،فضلت أن أكون عاقلا رزينا وغير مستفزا ،اليوم فضلت أن أكون أكثر جرأة لأحكي مايجري في وطني ،من بعيد وأتوب عن الذي لا يجرأ على فضح مايجري من نهب وسلب للحقوق والخيرات التي يعتقد الفاسدون أنها فقط لهم لا لغيرهم .هم يعبثون كما يريدون ويتصرفون في خيرات الوطن وكأنها مخزون حكرا لهم لا لغيرهم ويبقى الفتات نصيب الأغلبية.الشارع مل الإنتظار ،وانتظر التغيير الذي لم يأتي ،فقرر الإنتفاضة الصامتة لبعض الوقت،فاستمرت اللامبالاة من طرف الذين أصبحوا لا يبالون بأحد ،ولا يستحيون حتى من الذين نصبوهم ليتحكموا في مصيرنا ضدا على طموحنا في تحقيق مجتمع الديمقراطية وحقوق الإنسان ،وتقسيم الثروة .في أكادير والضواحي المعروفة بحفظة القرآن ،انتفضت الساكنة ضد من أخل بالكرامة،وبالقيم النبيلة ،وتمادى في الإستهتار بحياة المواطن ،رحم الله من لقوا نحبهم في مستشفى أكادير بسبب الإستهتار وغياب المسؤولية .سوس العالمة انتفضت ،لتتحمل الريادة في تصحيح الوضع ليس فقط في آكادير وإنما في باقي مناطق المغرب .،فالمغرب يجب أن لا يسير بوجهين ،وإنما بوجه واحد كما يريده ملك البلاد.والذين أظلوا الطريق من الذين تحملوا المسؤولية يجب أن يحاسبوا ،ليكونوا عبرة وليرتاح المغاربة قاطبة ،مادام هناك من يدبر شؤون البلاد بحكمة ورزانة.إن ماجرى في مستشفى أكادير الجامعي ،ليس استثناءا في المغرب بل بؤر الفساد والإختلاسات كثيرة في المغرب ،ولازلنا نحتفظ بمجارى في مستشفى بتازة والتي تورط فيها أحد المسؤولين وعبر عن قمة الإستهتار بالساكنة بتحويل تجهيزات طبية لجهات مجهولة ،في غياب الضمير المهني .الملف كان ثقيلا وفضح رموز الفساد في مدينة تازة ولم يكونوا مع كامل الأسف عبرة في وطن نخر ه الفساد وغاب الضمير لشريحة واسعة من مسؤوليه والذين وضعت فيهم الثقة لقيادة هذه البلادإلى شاطئ النجاة .ونطرح سؤال ،هل سيتوقف النزيف الذي سببه النهب والفساد المستشري في عدة جهات وفي عدة وزارات ،ويعود من يتحمل مسؤولية تدبير المؤسسات الإستشفائية في جهات متعددة لجادة الصواب ويتحملوا المسؤولية في تدبير هذه المؤسسات حفاظا على أرواح المواطنين المغاربة
تدبيرا محكما،من خلال احترام الإنسان المغربي الذي يقصد مستشفيات الدولة من أجل العلاج ،في ظروف تكون في الغالب صعبة .وعلى الذين وضعت فيهم الثقة من أعلى سلطة في البلاد لتدبير مستشفيات وإدارات تجسد صورة البلاد أن يقدروا المسؤولية الملقاة على عاتقهم .أنا متأكد أن ما كان يجري في المستشفى الجامعي بآكادير يسري كذلك في باقي مستشفيات الأقاليم في المغرب والتفاعل الذي حصل كان من أجل تصحيح كل الصور التي تسيئ للمغرب ،والإجراءات المتخذة من طرف الدولة ستكون لا محالة عبرة لكل الذين يريدون العبث وتشويه صورة المملكة.إن انتفاضة ساكنة أكادير ستكون لا محالة عبرة للجميع ،لتصحيح وتطهير بؤر الفساد أينما كانت ووجدت.إن المغرب يسير في الطريق الصحيح،ومسؤولية المواطن في التغيير الإيجابي مهمة اليوم وفي المستقبل كذلك.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك