مستجداتمقالات الرأي

موقف الرئيس الامريكي الجديد من قضية الصحراء بين المصيبة والفوز

محمد بونوار كاتب مغربي مقيم بالمانيا

الهاجس الوحيد الذي يجمع المغرب والجزائر وجبهة البوليزاريو هو موقف الرئيس الامريكي الذي سوف يتولى رئاسة الولايات المتحدة الامريكية لمدة أربع سنوات ابتداءا من اليوم بخصوص الصحراء المغربية ، والتي أقر الرئيس ترامب بأحقية المغرب في ذالك  .

لدي اليقين الكبير ، واليقين هو الله ، أن موقف أمريكا حول الصحراء لن يتغير ، وهو ما يفيد أن الجزائر وجبهة البوليزاريو سوف تصتدم بخيبة أمل كبيرة وبفشل ذريع ، وهو الامر الذي يبدد أي محاولة مختلفة عن الحكم الذاتي الذي تشبث به المغرب في المحافل الدولية ،ولا يرى غيره في الافق .

في الواقع أريد أن أنشر هذا المقال قبل تولي السيد بايدن مقالد الرئاسة الامريكية . وهو نوع من التحدي نظرا لقوة التخمينات انطلاقا من معطيات طبيعية لا يمكنها أن تتراجع الى الوراء ، وذالك لعدة اعتبارات سبق أن ذكرناها في مقال سابق ، ولاباس أن نعيدها اليوم بترتيب مغاير .

قضية الصحراء المغربية جاءت بعدما ظهر ما يسمى بالنظام العالمي الجديد والذي يكرس الجري وراء الثروات التي تزخر بها  دول الساحل الافريقي والتي كانت فرنسا والصين الشعبية وبلجيكا ورسيا تنتفع بها بأشكال مختلفة .

وكما يعرف الجميع هناك تسابق عالمي بين القوى العظمى حول اختراق أسواق جديدة ، خاصة والصين الشعبية بدأت تتوسع في القارة الافريقية بشكل مضطرد وهو ما دفع الولايات المتحدة الامريكية الى التفكير الجدي لصد الزحف الصيني ، الشيئ الذي أرغم الولايات المتحدة الامريكية على طرح مشروع  معاهدة تاريخية تجمعها بالمغرب مع حضورعنصر ثالث يسمى اسرائيل .

وحتى لا يضيع التركيز على فكرة المقال الذي نريد طرحه اليوم، والذي يتلخص في موقف الرئيس الامريكي الجديد والذي سوف يؤمن فوزا عظيما لدولة المغرب وحده والذي سوف يرفع من وثيرة الاقتصاد والنمو والازدهار و…

لكنه في نفس الوقت يمكن أن يلحق أضرارا كبيرة للجارة الجزائرية بالدرجة الاولى ، ولدولة فرنسا ثانيا ، أما دولة الصين فهي قوة عظمى ويصعب الان التكهنات بخصوص تواجدها في افريقيا . وأخيرا جبهة البوليزاريو والتي يضمحل آمالها في الحصول على ما تصبو اليه ولن يتبقى أمامها الا التفكير في الرجوع الى أرض الوطن والذي هو المغرب .

من غير المستبعد أن يقوم المغرب بوضع تحفيزات تهم سكان المخيمات حتى يلتحقوا بوطنهم الاصلي ، خاصة وأن المناطق الصحراوية عرفت قفزة نوعية كبيرة في البنيات التحتية انطلاقا من مجهودات ذاتية ومن سياسات محلية ، وفي خضم تأييد الاعتراف الرسمي من الرئيس الامريكي المنتخب سوف تقفز المناطق الصحراوية قفزة لا تخطر على بال أحد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube