مجتمعمستجدات

المغاربة العالقون في الخارج يعتمدون على الطائرات الخاصة من أجل الالتحاق بارض الوطن

أحمد رباص – حرة بريس

رغم إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية التجارية، واصلت الطائرات الخاصة عبور سماء المغرب. من أجل الإلمام بهذا الموضوع من أهم جوانبه، لا بد من العودة إلى الدراسة الاستقصائية التي أجرتها جريدة إلكترونية بعد الاتصال بشركات الطيران الخاصة المغربية والأوروبية. ومن النتائج التي توصلت إليها الجريدة الإلكترونية الناطقة بالفرنسية إليكم هذه: أيها المغاربة إذا تقطعت بكم السبل في فرنسا أو في إسبانيا، يمكنكم العودة إلى بلادكم بأداء مبلغ أدناه 11000 أورو، سعر إيجار طائرة ذات 9 مقاعد.
تتداول وسائل التواصل الاجتماعي معلومات عن إمكانية العودة إلى المغرب على متن طائرة خاصة؛ حيث أكد بعضهم أنهم كانوا قادرين على الالتحاق بالمملكة من خلال المساهمة كمجموعات مكونة من 4 أو 6 أو 8 مقاعد لاستئجار طائرة خاصة.
تكثر المجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي التي أنشأها مغاربة عالقون في الخارج، ليتقاسموا مرارة التجربة مع مواطنيهم العالقين، أو ليجتمعوا من أجل دفع ثمن استئجار طائرة خاصة.
للتأكد من هذه المعلومات وفرز الحقيقة من الباطل، اتصلت وسيلة الإعلام المذكورة بجميع الأطراف المعنية. التحق الصحفيون الساهرون على هذا الاستطلاع بواحدة من أكثر مجموعات التواصل الاجتماغي نشاطا، والتي يبحث أعضاؤها المغاربة الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم، عن رحلات طيران خاصة منخفضة التكلفة، ويجتمعون معا للمساهمة في المبلغ المرتب الذي تتطلبه شركات الطيران الخاصة.
بعد اتصال أجراه نفس الصحافيين بشركة مغربية يوجد مقرها في الدار البيضاء، وضحت لهم أنها تستطيع أن تحجز لهم رحلة ابتداء من صبيحة يوم أمس السبت وانطلاقا من مالقة إلى أحد المطارات المغربية الذي وقع عليه اختيارهم: الدار البيضاء أو الرباط أو طنجة …
بالطبع تم تمرير الصحافي المتصل كمغربي عالق في باريس يرغب في العودة مع عائلته – 4 مقاعد في الإجمال – بطريقة عاجلة للغاية. “الحجوزات الوحيدة المتاحة لدينا هي تلك الخاصة بيوم السبت. ولكن يجب أن ترسل إلينا جوازات السفر الخاصة بكم اليوم حتى نتمكن من بدء إجراءات طلب التفويض من وزارة الخارجية. بمجرد الحصول على التفويض، في غضون 48 ساعة أو 72 ساعة على الأكثر، يجب أن تذهبوا إلى مالقة لبدء رحلتكم يوم السبت”، يشرح الصوت الموجود على الطرف الآخر من الخط.
ولمزيد من التوضيح قال نفس الصوت: إن “الأشخاص الملقحين مع توفرهم على اختبار PCR تم إجراؤه في أقل من 24 ساعة هم وحدهم الذين يمكنهم الصعود إلى الطائرة، حتى ولو توفروا على تصريح من وزارة الخارجية”.
وعندما طرح السؤال عماذا يعني هذا الإجراء مع الشؤون الخارجية، قلل الصوت لا داعي للقلق: “نحن نعتني بكل شيء. فقط أرسل لنا نسخا من جوازات السفر الخاصة بكم. سيكون التفويض جاهزا في مدة تتراوح بين 48 و 72 ساعة».
وعندما تقدم الصحافي بسؤال عن سعر الرحلة، قال الشخص المسؤول: ” ثمن الرحلة إلى الدار البيضاء 11000 أورو، وإلى طنجة 12000 أورو، وإلى الرباط 11500 أورو”. “إنها طائرة سيسنا بسعة 9 أشخاص. “لذا فكلما كان عدد الأفراد أكثر، كلما كان ذلك أفضل بالنسبة لكم”، كما قيل لهم.
لماذا مالقة وليس باريس؟ ولماذا تكلف رحلة مالقة-طنجة، عبر مسافة قصيرة جدا، أكثر مما تكلفه رحلة مالقة-الدار البيضلء؟ الجواب: “نعمل من مالقة لأننا غير موجودين في فرنسا. يسافر زبناؤنا من فرنسا إلى مالقة بسعر 15 يورو. لاشيء، والرحلة سريعة ».
أما بالنسبة لتقلب السعر غير المنطقي، فقد برره المصدر بكون مقر الشركة يقع في الدار البيضاء. “إذا تم إنزالك في طنجة، يجب أن تتجه الطائرة إلى الدار البيضاء، حيث يوجد مقرنا. هذا يكلف أكثر”، يقول شارحا. وبحسب هذا المصدر من داخل شركة مغربية ذات واجهة محل، فقد أصبح الطلب قويا جدا على هذا النوع من الرحلات منذ قرار المغرب إغلاق حدوده لحماية نفسه من أوميكرون. “نقوم برحلات خاصة كل يوم. نحن نقوم بما لا يقل عن 4 إلى 5 رحلات في اليوم”، هذا ما كشف عنه المتكلم، كما لو كان يقصد بث الطمأنينة في النفوس.
هذا كل ما يتعلق بالشركة المغربية التي تؤمن فقط رحلات جوية من مالقة وتتكفل بجميع الإجراءات الإدارية نيابة عن زبنائها. لكن هل هناك عروض أخرى في السوق؟
اتصل الفريق الصحفي المسؤول عن إنجاز هذه الدراسة الاستقصائية بإحدى كبريات شركات الطيران المدني في فرنسا. مرة أخرى، تبدو الأمور بسيطة وروتينية، ولا شيء يخفى على أحد… قدمت الشركة على موقعها عرض رحلتها إلى المغرب من المطار الذي تختاره، مع إمكانية تقديم عروض الأسعار عبر الإنترنت.
على الطرف الآخر من الخط، يرد مندوب المبيعات بأن الرحلات الجوية متوفرة طوال الوقت، وأن الشركة يمكنها أن تجهز لهم طائرة في غضون 24 ساعة من أورلي أو شارل ديغول أو لو بورجيه، بشرط واحد متمثل في الحصول على إذن من وزارة الخارجية المغربية.
لا تهتم الشركة بالإجراءات الإدارية. الأمر متروك للمسافرين للقيام بها. ولكن بمجرد حصولهم على التفويض، يمكن إرساله إليها لتعد لهم رحلة طيران في أقل من 24 ساعة إذا كانو يرغبون في ذلك، وفقا لمنطوق الإعلان التجاري للشركة.
ما ثمن رحلة عائلة من 4 أفراد؟ بالنسبة لهذا النوع من الرحلة، من الضروري أن تتأرجح التكلفة ما بين 12000 و 16000 أورو. هذا هو النطاق السعري لطائرات سيسنا التي تتسع ل 5 أشخاص إلى 8. يتوقف تحديد سعر الرحلة على اختيار نوع الطائرة. السعر هنا أغلى، لكنه مفهوم. تقلع الطائرة مباشرة من باريس مع توافرها في غضون 24 ساعة، دون إلزام العائلة بأكملها بالسفر إلى مالقة بإسبانيا.
يبقى السؤال الأهم؟ كيف تهبط هذه الطائرات الخاصة في المغرب علما بأن الحدود مغلقة؟ هذا السؤال أجاب عنه مصدر من المديرية العامة للطيران المدني بقوله لا غرابة في الأمر ما دام أن الحكومة سمحت منذ البداية لشركات الطيران الخاصة بالقيام برحلات إلى الأراضي المغربية.
ماذا تعني عبارة “رحلة خاصة”؟ “هذا هو الاصطلاح الذي تم استخدامه منذ بداية انتشار الوباء، ومنذ أول قرار بإغلاق الحدود في مارس 2020. عادة ما تكون رحلة تجارية أو رحلة طيران خفيفة تمر عبر المديرية العامة للطيران المدني حتى يجوز لها الهبوط.
لكن منذ ظهور وباء كوفيد، وقرار الحكومة، والتفويضات تمر عبر وزارة الخارجية. وتسمى هذه الرحلات الجوية خاصة، لأنك بحاجة ماسة إلى إذن من الشؤون الخارجية للهبوط ودخول المنطقة، يوضح المصدر.
بمجرد منح رخصة الشؤون الخارجية للشركات المعنية، لم يعد لمديرية الطيران المدني صلاحية الكلام. حتى لو استمرت في القيام بعملها المعتاد للسيطرة على الجانب التقني للطائرات، ومؤهلات الطيارين، وطاقم الركاب..
ويضيف المصدر أن هذه ليست ظاهرة جديدة. فمنذ إغلاق الحدود، كانت الطائرات الخفيفة التي تقوم برحلات جوية تحط كل يوم في جميع المطارات المغربية، لأن الحكومة سمحت بذلك ووضعت له إجراءات خاصة.
تأتي هذه الرحلات بشكل عام من مالقة إلى الدار البيضاء ومراكش وطنجة… بسعة 8 إلى 9 ركاب لكل طائرة. »
ربط الفريق الصحفي اتصالا بمصالح وزارة الخارجية لمعرفة الإجراء الذي سيسمح لمغربي بالعودة إلى البلاد على متن طائرة خاصة، لكنهم لم يتلقوا إجابة في الوقت الحالي.
هذه الرحلات الجوية الخاصة، على أي حال، سمحت للعديد من المغاربة الذين كانوا عالقين في الخارج بالعودة إلى بلادهم، بسعر مرتفع بكل تأكيد (1200 أورو كحد أدنى للفرد مقابل 9 مقاعد من طراز سيسنا). ولكن نظرا للحاجة الملحة لبعض المواقف، يكون الناس على استعداد لدفع ثمن باهظ لوضع حد لهذا الوضع البشع.
لكن ذلك يثير سؤالا أخلاقيا لا يمكن تجاهله: دفع ما لا يقل عن 1200 أورو مقابل تذكرة ذهاب فقط لا يُمنح للجميع، وبالتالي يظل امتيازا لا يمكن إلا لأقلية قليلة الاستفادة منه. ويظل هذا الحيف قائما حتى لو أثار العديد من الأشخاص المنتمين لمجموعات التواصل الاجتماعي حس التضامن العائلي الذي سمح لهم بتحصيل المبلغ اللازم لدفع ثمن هذه الرحلات الجوية الخاصة.
سؤال آخر يطرح نفسه: لماذا لا تمدد السلطات هذا الإجراء “الخاص” الممنوح لشركات الطيران المدني، ليشمل شركة مثل الخطوط الملكية المغربية، مثلا، حتى يمكن لها إنهاء هذه المشكلة بشكل دائم؟ سؤال لا يزال بدون إجابة في الوقت الحالي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID