احمد رباصتربية وعلوممستجدات

الممارسة السوسيولوجية في المغرب: تطور مؤسسي وتحديات جديدة (5/4)

احمد رباص – حرة بريس

استمر عدد طلبة علم الاجتماع في الارتفاع، حتى لو اختلف من قسم إلى آخر. يعكس حماس خريجي علم الاجتماع الجاذبية القوية للسويولوجيا بالنسبة للجيل الجديد من الطلبة المغاربة، من ناحية أخرى، المكانة الفريدة التي تحتلها السوسيولوجيا حاليا في هذا المجال.
ومع ذلك، فإن علم الاجتماع هو ضحية نجاحه. إن النقص الواضح في أعضاء هيئة التدريس، في الأقسام القديمة والجديدة، يطرح مشاكل لا يمكن التغلب عليها على مستوى التدريس والإشراف على الطلبة وإجراء البحوث، ولا سيما في الأقسام التي يكون عدد طلبتها مرتفعا جدا كما هو الحال بمراكش، فاس، مكناس وأكادير. هذه المشاكل تهدد مصداقية التكوين. لهذا ينتاب معظم أساتذة علم الاجتماع الذين شملهم الاستطلاع شعور بعدم الارتياح بشأن ظروف ممارسة مهنتهم، حيث يواجهون صعوبات كبيرة. ويشك هؤلاء الأساتذة أيضا في تأثيرات هذا الاعتراف المؤسسي بعلم الاجتماع على الدور الذي يمكن أن تلعبه المعرفة السوسيولوجية في عملية التنمية.
ساهم التطور المؤسسي لعلم الاجتماع في الانفتاح على حقول سوسيولوجية جديدة. تتيح المقارنة بين برامج التدريس، ولا سيما في سنة الإجازة، لستة أقسام من علم الاجتماع، التمييز بين نوعين من الحقول السوسيولوجية:
-الحقول الكلاسيكية: تلك التي تم تدريسها في النظام الجامعي القديم (قبل تنفيذ إصلاح LMD عام 2002): علم الاجتماع القروي، علم الاجتماع الحضري، علم اجتماع العالم العربي، علم اجتماع التنمية. هذا الأخير هو أحد الحقول الأكثر شيوعا، حيث يتم تدريسه في سائر أقسام علم الاجتماع الستة. إن هيمنة هذا الحقل هي جزء من التوجه السياسي الجديد الذي يعمل لصالح القضاء على جميع أشكال الإقصاء الاجتماعي من خلال إنشاء مفهوم جديد للتنمية الاجتماعية.
-الحقول الناشئة: حقول جديدة تدرس حاليا في غالبية أقسام علم الاجتماع مثل علم اجتماع الدين أو الصحة أو المقاولات أو المنظمات أو التربية أو الأسرة أو الانحراف أو الجنوح. يمكننا إضافة حقول جديدة من الأنثروبولوجيا (الأنثروبولوجيا الدينية، الفضاءات الأنثروبولوجية، الأنثروبولوجيا الحضرية) والتي يتم تدريسها في أقسام قليلة.
إن اختيار حقول سوسيولوجية معينة هو نتيجة مفاوضات داخلية، ويعتمد على موارد القسم، ومسار الأساتذة وموضوعات بحوثهم. لا يتحدث بعض الأساتذة عن فرض مجال أبحاثهم فحسب، بل يتحدثون أيضا عن مفهوم جديد لعلم الاجتماع (مثل حساسية علم اجتماع الأديان).
هناك أيضا تغييرات في تنظيم البحث السوسيولوجي. على المستوى الوطني، نشهد ظهور بنيات بحثية جديدة (مختبر بحثي، مجموعة بحثية، أو مركز أبحاث) في بعض أقسام علم الاجتماع.

(يتبع)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube