وجهة نظر على هامش ماقالته ميتة فريدريكسون عن المسلمين في الدنمارك

سوف أقول وجهة نظري كناشط سياسي ينتمي للحزب ،ويعنيني ماقالته رئيسة الحكومة فيما يخص المسلمين في الدنمارك،وقبل أن أدخل في التفاصيل لابد من التعريف بهويتي كمواطن يعتز من انتمائه للحزب منذ التحاقه بهذا البلد لأكثر من ثلاثين سنة،وهذا الإفتخار بهذا الإنتماء السياسي ،له امتداد ،بحيث تكونت في حزب سياسي مغربي يساري وبقيت محافظا على هويتي اليسارية ،ووجدت ضالتي في الحزب الإشتراكي الديمقراطي .وعودة لماقالته ميتة فريدريكسون ،فإني أختلف معها فيما قالته ،بحيث أن شريحة واسعة من المهاجرين من أصول عربية،يعتزون بالهوية الدنماركية ويفتخرون بالجنسية الدنماركية التي يحملونها عن قناعة ولا أحد أرغمهم على حملها ،وانتماءهم لهذا البلد جاء عن طواعية عند غالبية ،ووجدوا ضالتهم وراحتهم ،من خلال جملة من الحقوق التي أصبحوا يتمتعون بها في بلد الرفاهية وحرية التعبير والديمقراطية.قد أكون متفقا مع رئيسة الحكومة ،عندما تعبر بصراحة عن غياب المشاركة السياسية والإندماج الإيجابي يتجلى في الإنخراط السياسي في المجتمع ،وفي غياب المشاركة السياسية لدى شريحة واسعة من الجالية المسلمة ،يسيئ لصورة المسلم ويجعله يعيش على هامش المجتمع ،،وغياب الإندماج في المجتمع الدنماركي يسيئ لصورة الجالية المسلمة ويفوت عنها فرصة للتعبير عن مواقفها من السياسة التي تتخذها الأحزاب السياسية .إن غياب الإنخراط في الأحزاب السياسية من وجهة نظري يفوت فرصة على المسلمين للتعبير عن وجهة نظرهم في السياسات العمومية.والإنتماء السياسي في اعتقادي مهم في حياة كل مواطن مسلم اختار العيش في هذا البلد ،الذي أعطى حقوقا واسعة لكل المواطنين بدون استثناء،وأعطاهم كذلك حرية الإنتماء السياسي ،والتعبير عن مواقفه ،والدفاع عن حقوقه في المجتمع .إن الصورة التي أصبحت ملتصقة بنسبة كبيرة من المسلمين في المجتمع الدنماركي ،هي عدم انخراطهم في الحياة السياسية ،وهذا خطأ يرتكبه نسبة كبيرة من المهاجرين من أصول مسلمة.وهذا خطأ يجب أن نشتغل جميعا على معالجته والتفكير فيه بجدية،لأن الإندماج في المجتمع الدنماركي يبدأ من خلال المشاركة في النقاش السياسي والإنخراط في الأحزاب السياسية ،يتيح للمواطن متابعة مايجري في المجتمع ومن داخل الأحزاب السياسية كل حسب قناعته يدلي بدلوه ويعبر عن مواقفه من السياسات العمومية التي ينهجها ويدافع عنها كل حزب .وبالتالي فأعتقد أن الإنتماء السياسي أصبح ضروري لكل مواطن اختار العيش في الدنمارك.إن الإنتماء السياسي يتيح لكل مواطن يعيش في هذا البلد مواكبة مايجري في المجتمع والإطلاع على السياسات التي تدافع عنها مختلف الأحزاب السياسية،وتبني أفكارا سياسية يسارية أو وسطية هي مهمة وأساسية في حياة كل مواطن ،يعيش في هذا البلد .وبحكم انتمائي السياسي للحزب الإشتراكي الديمقراطي فإني مقصر في التعبير عن مواقفي لظروف صحية قاهرة ،وهذا لا يعني أني سوف ألتزم الصمت ،وأشارك في النقاش لدفع أكبر عدد من الجالية المسلمة للإنخراط في الحياة السياسية والنقاش السياسي ،والدفاع عن صورة الجالية المسلمة التي اختارت العيش في هذا البلد .إن المشاركة الساسية ،تبدأ من خلال التعبير عن مواقفنا كجالية مسلمة يهمها ما يجري في المجتمع ويجب أن تدلي بدلوها في كل الأمور مع الإحترام الكامل لجميع الأحزاب السياسية ،والإلتزام بالنقاش السياسي والتعبير عن مواقف الأحزاب السياسية ومن بينها الحزب الإشتراكي الديمقراطي ،الذي يتبنى فكرة التعدد الثقافي وحرية الإنتماء الديني .إن حضورنا داخل الأحزاب السياسية الدنماركية كل حسب قناعاته مهم وضروري في الوقت الراهن ،ويجب على كل مسلم اختار العيش في الدنمارك أن يشارك في النقاش السياسي ويعبر عن مواقفه بكل جرأة وحرية ،عوض العزوف عن السياسة والإنخراط في الأنشطة داخل المساجد والمؤسسات والجمعيات الإسلامية التي في غالبيتها لا تدعو للإنخراط في الأحزاب السياسية والمساهمة في النقاش السياسي ،والتعبير عن مواقفها من قضايا متعددة تقع في المجتمع الدنماركي وتفوت الفرصة لقول وجهة نظرها من داخل الأحزاب السياسية كل حسب قناعته والدفاع عن مصالح الجالية المسلمة ينطلق من داخل الأحزاب السياسية ،فرسم سياسة الهجرة وتدبير ملف الهجرة ينطلق دائما من خلال السياسات التي ترسمها الأحزاب السياسية،ثم نقطة مهمة وأساسية إن الإنخراط في الأحزاب السياسية مهم بالنسبة للجالية المسلمة التي اختارت العيش في هذا البلد ،واحترام الإسلام كدين في المجتمع الدنماركي يبدأ من خلال انخراط المسلمين في الأحزاب السياسية كل حسب قناعته ولا نستطيع لعب دور مؤثر في المجتمع وتصحيح صورة الإسلام إلا من خلال الإنخراط في الأحزاب السياسية الدنماركية ،كل حسب قناعته.إن ماقالته ميتة فيما يخص الجالية المسلمة صحيح وعلى المسلمين أن يعبروا عن مواقفهم من خلال الإنخراط في الأحزاب والدفاع عن مصالحهم لن يكون بالإبتعاد عن المشاركة السياسية والإنخراط في الأحزاب السياسية والنقاش السياسي في المجتمع .إن من مسؤوليتنا كفاعلين ونشطاء سياسيين في المجتمع الدنماركي أن نساهم في النقاش الدائر ونقنع أكبر عدد بالإنخراط في النقاش السياسي ونفوت الفرصة على الذين يعارضون الإنخراط في النقاش السياسي ،وهي فرصتنا للتعبير عن مواقفنا مما يجري في المجتمع ،ولن يتأتى لنا الدفاع عن هويتنا الإسلامية إلا من خلال المشاركة السياسية والتعبير عن مواقفنا من كل القضايا من داخل الأحزاب السياسية .سأكون متفقا مع رئيسة الحكومة عندما تبدي موقفا من الكثير من المسلمين في الدنمارك الذين يصرون على مواصلة العزوف عن الإنخراط في الأحزاب والدفاع عن مشاريع الأحزاب كل حسب قناعته وينخرطون في أنشطة جمعوية في الغالب لاتخدم مصالح الأغلبية في المجتمع الدنماركي ،وإنما تؤدي في الغالبإلى التطرف وعرقلة الإندماج في المجتمع الدنماركي ،وأختم بالقول ،سأكون سعيدا لأنخرط بفعالية للدفاع عن سياسة الحزب الإشتراكي الديمقراطي ومن داخل هذا الحزب الذي بقيت وفيا له خلال أكثر من ثلاثين سنة أن أصحح صورة المواطن المسلم في المجتمع الدنماركي.ولا بد في الأخير للتنويه بموقف رئيسة الحكومة الدنماركية فيما يخص الإعتراف بالدولة الفلسطينية والذي بات قريبا في الدنمارك.

صورة تجمعني مع أحد رموز الحزب الإشتراكي الديمقراطي في إحدى مؤتمرات الحزب التي داومت على المشاركة فيه في مدينة أولبورغ