حيمري البشير

سئل الإمام علي : من أحقر الناس؟ فقال : من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم.

كلام يزن ذهبا وينطبق على ما يجري في وطن نعشقه حتى النخاع ،ونموت حبا فيه ومن أجله . مايقع في بلادنا اليوم خطير لأن فيه يكشف المواطن البسيط تورط الوزراء وزوجاتهم وأقرباؤهم في تضارب المصالح، والتنافس على الصفقات ،ويغيب التنافس الشريف على الصفقات وتكون دائما من نصيبهم وبالتالي فهم دائما الخصم والحكم ،فتضيع مصالح عامة الناس،هذه الحقيقة المرة التي أصبحنا نعيشها يوميا في المغرب ،والتي تزيد الوضع الإجتماعي تأزما ،فتغيب الشفافية في الصفقات العمومية،ويزداد اليأس وسط المجتمع وتغيب الثقة في الحكومة والمؤسسات العمومية،ويزداد الوضع فسادا وتأزما .نحن اليوم أمام واقع مزري في كل مجلات الحياة في الصحة والمدرسة .لم يعد المجتمع يثق في كل السياسات التي تباشرها الحكومة في تدبير أمور الشعب المغربي .نحن نعيش وضعا مغريا ومتأزما ،،نحن بحاجة إلى النظر بعمق إلى الأزمة التي نعيشها ،ونحن بحاجة إلى إعادة النظر في تدبير أمور المجتمع بإعادة النظر في التدبير السياسي لكل الأمور من أجل الخروج من الأزمة التي يعاني منها الجميع بدون استثناء .نحن بحاجة لحلول استعجالية للخروج من نفق دخلناه ،وإذا لم نبادر باتخاذ حلول ومبادرات فإننا سنغرق في الوحل .الأمر خطير والأزمة نعيشها والحلول يجب أن يشارك فيها الجميع من خلال حكومة إنقاذ وطنية .لا نريد أن ينطبق علينا اليوم كلام الإمام علي فالحكومة الحالية ينطبق عليها قول الإمام علي رضي الله عنه من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم ،فأحوال الحكومة المغربية تزداد ازدهارا من خلال الفوز بالصفقات ويعم الجوع والفاقة والفقر باقي طبقات المجتمع ،ويجوع الوطن .هذه حقيقة ،يلمسها كل مواطن .فأحوال الحكومة تزدهر ،وباقي طبقات المجتمع تعاني من الفاقة والفقر ،وغياب الحلول والحوار بين الحكومة وباقي أفراد المجتمع يولد الإحتقان ويزرع غياب الثقة في التدبير الحكومي .ومغاربة العالم الذين يدعمون الإقتصاد الوطني سنويا،لم يسلموا هم كذلك من أخطاء هذه الحكومة ومن سياسة لا مبالاة لتنزيل فصول الدستور المتعلقة بإشراكهم في تدبير شؤون البلاد .إن استمرار الحكومات المتعاقبة في تنزيل فصول واضحة في الدستور المغربي والتي تمنح الحق لمغاربة العالم في تدبير الشأن في المغرب ،قد يأتي بنتائج عكسية تدفع مغاربة العالم بمقاطعة بلدهم وبالتراجع عن دعم الإقتصاد المغربي ،وبالإستقرار النهائي في بلدان الإقامة وعدم التفكير مطلقا حتى في مسألة الدفاع عن قضايا المغرب في دول الإقامة بما فيها القضية الأولى ،والتي يراها الجميع مقياس الوطنية لدى كل مغربي .إلى متى تبقى الأحزاب الحاكمة في المغرب والتي تدبر شؤون البلاد دون مراعاة لمطالب مغاربة العالم وإشراكهم في تدبير أمور البلاد من خلال الأخذ بمقترحاتهم .إنها رسالة واضحة نبعثها ونحن في الموسم السنوي لزيارة الوطن الذي تستمر الحكومات المتعاقبة في تهميش شريحة واسعة من مغاربة العالم في إشراكهم في تدبير الشأن والإستماع لمقترحاتهم وآرائهم .إلى متى يبقى هذا الحيف وهذا التهميش في إشراك مغاربة العالم في تدبير أمور البلاد سؤال نردده كل سنة من دون أن نجد آذانا صاغية مع كامل الأسف ،وإذا كنا نحن كجيل أول نواصل هذه المعركة لانتزاع حق دستوري فحضاري أن تحصل القطيعة مع الأجيال المزدادة بالخارج ،ويخسر المغرب كل شيئ.وأختم بقولة الإمام علي : من أحقر الناس هم :من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم.فحكومة أخنوش تحسنت أحوالهم في الوقت جوعت الشعب المغربي وكثر الغلاء،وضاقت الدنيا بما رحبت وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID