أخبار المهجرحيمري البشير

وجهة نظر على هامش حفل إفطار السفارة الأمريكية بالدنمارك

التفاتة تجسد التعايش والتسامح والتضامن والإحترام والثقافة الراقية والاستثنائية التي يتحلى بها السفير الأمريكي بالدنمارك. موقف متميز لهذا السفير الذي من دون شك له خلفية عن الإسلام ،ويريد أن يكون سند لمايتعرض له المسلمون في مجتمع مسيحي من طرف متطرفين لا يعلمون حقيقة الإسلام وليس لهم إلمام بالثقافة والحضارة الإسلامية ،حفل الإفطار الذي نظمته السفارة الأمريكية للقيادات المسلمة في الدنمارك،يأتي في الوقت المناسب ويزكي الموقف السابق الذي عبر عنه السفير الأمريكي بزيارته لمسجد خير البرية إبان الحملة التي قادها راسموس بالودان وحرقه كل مرة للقرآن الكريم الكتاب المقدس للمسلمين تحت حماية رجال الأمن.وموقف السفير الأمريكي المنتقد لأفعال المتطرف اليميني الدنماركي المستفز للمسلمين هو موقف متميز لم يقم به أي سفير لا عربي ولا عجمي آخر .ماقام به السفير الأمريكي بزيارته التضامنية لمسجد خير البرية وانتقاده اللاذع لماقام به راسموسن هو في الحقيقة انتقاد مباشر للحكومة الدنماركية التي سمحت لراسموسن بحرق القرآن وتدنيسه..وزيارته لمسجد خير البرية هو موقف مساند للمسلمين وتنظيمه لحفل الإفطار وتوجيه دعوة لقيادات مسلمة ،هو موقف سليم ينم عن احترام السيد السفير للمسلمين في هذا الشهر العظيم.المسلمون في المجتمعات الغربية يجب أن ينفتحوا على المجتمع الذي يعيشون فيه والبعثات الدبلوماسية العربية والمسلمة ،يجب أن تجسد قيم التعايش التي نتقاسمها مع المجتمع الدنماركي من خلال استغلال هذا الشهر المبارك في تنظيم حفلات إفطار لتقريب الذين نختلف معهم في الدين والعقيدة من الإسلام.سيكون هناك فئة لها موقف معارض لتلبية الدعوات التي تأتي من سفارات أجنبية .ولكن في اعتقادي فإن السفير الأمريكي قدكان سباقا لدعم المسلمين ضد المتطرف الذي أحرق القرآن أكثر من مرة وزيارته لمسجد خير البرية هو في الحقيقة دعما للجالية المسلمة في الدنمارك ورسالة قوية للحكومة التي تحميه لتدنيس القرآن وإحراقه.قد نختلف مع مواقف الإدارة الأمريكية في تدبيرها للصراع في الشرق الأوسط.ونعتبر مواقفهاغير منصفة للشعب الفلسطيني ،الذي يتعرض لأبشع صور الإنتهاكات الجسيمة وبالخصوص ماتعرض له المصلون داخل المسجد الأقصى.لكن دعم السفير الأمريكي للمسلمين في الدنمارك وقيامه بزيارة لمسجد يعتبر منارة إسلامية في الدنمارك يجسد حقيقة موقفا كان المسلمون في أمس حاجة له،وتنظيمه لحفل الإفطار في مقر السفارة هوتأكيد مرة أخرى على دعمه للمسلمين وللإسلام كدين في الدنمارك.هذه التفاتة لابد منها،لأن المسلمين في حاجة ماسة لمن يساندهم في مجتمع ازدادت فيه الحملات العنصرية التي تقودها أحزاب يمينية حاقدة على الإسلام .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube