حيمري البشيرمستجدات

الوطن الذي أصيب بجرح غائر

أعود مجددا لقولة قالها المرحوم الحسن الثاني ردا على سؤال طرحه عليه أحد الصحفيين ،حول كيفية تعامله مع معارضيه  بالخارج فكان جوابه مفاجئ  يجب أن يكون لك سلاح يحمل عشر رصاصات واحدة لخونة الخارج وتسعة لخونة الداخل،وجواب الراحل الحسن الثاني يحمل معاني كبيرة.فالوطن أصيب بجرح غائر وفي حاجة لمن يضمده ويعطي الوصفة العلاجية ليلتئم هذا الجرح.لم أرغب في الدخول في جدل عقيم مع أي كان.لأن جبل الثلج بالوصف المجازي بدأ يذوب وينهار بسبب ارتفاع الحرارة.حرارة النقاش الديمقراطي ،النقاش الذي يعبر عن المسار الذي نريد إعادة بنائه.عن طريق محاربة الفساد والخيانة.وهي  مفهوم الوطنية في أسمى معانيها.فالتاريخ يسجل مواقف أبنائه وتبقى دروسا للأجيال القادمة لكي تسير على نهجها.

أستغرب لما يجري في المغرب من فساد في مؤسسةكان الأحرى أن لا تنتخب فاسدا متورطا في نهب المال العام في  مدينة لا أدري هل سميت على ولي صالح، مدينة الفقيه بن صالح ،هل هو حقيقة  ولي من أولياء الله الصالحين . ؟وعندما أتطاول كمواطن يعيش في الخارج على نائب المدينة في قبة البرلمان لسنوات ورئيسا لمجلسها البلدي يعبث منذ سنوات في المال العام .لست مدافعا عن المدينة وسكانها بل معاتبا لهم لأنهم سكتوا لسنوات عما يجري في  هذه المدينة من نهب ..لن أطعن في شخص المبدع في النهب  ولا  في مغربيته ،نسبة للإسم الذي اختاره والده ليطبع تاريخ المدينة .ونقولها في السر والعلن فالمتهم بريئ حتى تثبت إدانته .الفرقة الوطنية بالدار البيضاء،تحركت متأخرة في فتح ملفه،بعدما تم تعيينه على رأس لجنةمهمة في برلمان اختاره الشعب،وكأنه يقول للجميع أنا هنا وسأبقى بعيدا عن المحاسبة،هو رفع التحدي ،وحاول المراوغة وتسجيل الأهداف.لكن الفرقة الوطنية أسرت على متابعة التحقيق في الإختلاسات ،وفي نفس الوقت قطع الطريق عليه وهو على رأس لجنة التشريع وحقوق الإنسان في البرلمان بمعنى أن الذين ألغوا قانون الثراء الفاحش بنص قانوني ،قادرون على الإجتهاد وهو على رأس اللجنة التي يرأسها ،لتلميع صورته ،ورفع التحدي أمام من يصرون على محاسبته. وفي ظروف غير ملائمة لأنه مارس سلطته وطلب شهادة طبية على أنه مريض ،حتى لا يحضر النزال الأول أمام الفرقة الوطنية. هذا الإصرار في الحضور أمام الفرقة الوطنية سيخلف من دون شك  تدهورا  على حالته الصحية وهذا لن يكون مانعا على حضوره أمام لجنة التحقيق . هذاموقف من يناضلون لتخليق الحياة والعمل السياسي على  المستوى.الوطني هو موقف  لايخرج عن موقف غالبية الشعب المغربي ،والخائن و المتآمر على  مصالح بلده العليا ،هو الذي يسكت عن الفساد ويعرقل كشف الحقائق ،ويدخل في هذا الإطار الطبيب أوالطبيبة التي سلمت شهادة طبية لمبدع حتى لا يلبي دعوة الفرقة الوطنية،وهو الذي حضر إلى الرباط وجالس وزير العدل ..  أنا لست قلما مأجورا أساهم في إخفاء حقيقة مبدع وهو ليس مبدعا في فن من الفنون بل مبدعا في الفساد والنهب . وهو الذي يسعى لتلميع صورته بعد انتخابه على رأس اللجنة المعلومة في البرلمان المغربي .فإن كان وزير العدل يعلم علم اليقين جرائم مبدع ويقبل بالجلوس معه،وأنا متأكد أنه يعلم استدعاء الفرقة الوطنية له ،فهل هوعلى علم بجرائمه وهو  يحاول تلميع صورته بهذا اللقاء .من يستغل من ؟ كان الأجدر أن يأخذ مسافة عنه ولا يعطيه الفرصة الأخيرة حفاظا على صورة و مصالح الوطن ؟ ماذا سيجني وزير العدل من إعطاء مبدع فرصة اللقاء للنجاة من التحقيق والمحاكمة .مبدع فقد طوق النجاة من التحقيق الذي ستتبعه المحاسبة والمحاكمة ،ووزير العدل يجب أن يكون حريصا على تطبيق القانون .مبدع لن تنفعه السنوات التي قضاها في البرلمان ولا السنوات التي قضاها على رأس المجلس البلدي للفقيه بن صالح لينجو من المحاكمة..مبدع هو مطالب بكشف  حساباته البنكية في فرنسا وكيف هرب  الأموال للخارج ،ومن ساعده على ذلك .مبدع فقد وطنيته،وأساء لبلده .  .  .

من يصدق ما يجري في المغرب والذي هو بحاجة لرجال يتحملون مسؤولية محاربة الفساد والنهب المغرب   بحاجة لمن يحمي تطبيق القانون والحفاظ على صورة المؤسسات  والمسؤول المنتخب من طرف الشعب يجب أن يدافع عن صورة المؤسسات المنتخبة من طرف الشعب ،يدافع عن سياسة بلاده  التي يقودها جلالة الملك لا أن يكون خادما وعبدا مطيعا للمال  .بقي الإشارة لشيئ  مهم هو أن سقوط محمد مبدع ومحاكمته نتمنى صادقين أن تكون بداية لمحاسبة  عدة مسؤولين في الدولة تاريخهم ملطخ بالفضائح ،حتى يطمئن الشعب المغربي أن هناك قانون الذي يجب أن يكون فوق الجميع .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube