مقالات الرأي

أخنوش *نموذج لمن ازدهرت أمواله يوم جاع مواطنوه* …بقلم: عزيز الدروش

قال الإمام علي بن أبي طالب، كرّم الله وجهه: *أحقر الناس من ازدهرت أموالهم يوم جاعت أوطانهم*.هذا القول الخالد لم يكن يومًا حبيسًا للتاريخ أو الأخلاق الدينية، بل بات اليوم مرآة تعكس واقعًا سياسيًا واقتصاديًا مأساويًا نعيشه في المغرب، حيث يتقدّم عزيز أخنوش رئيس الحكومة و رئيس التجمع الوطني للأحرار بإمتياز كنموذج حي لهذا التوصيف.في بلد تنهشه الأزمات الإجتماعية والإقتصادية، وتضربه موجات غلاء غير مسبوقة و الغير المبررة، يقف رئيس الحكومة الحالي في موقع تضارب مصالح صارخ، يجمع فيه بين سلطة القرار السياسي وسلطة المال. فرغم تراجع أسعار المحروقات في السوق الدولية، تواصل شركاته تحقيق أرباح خيالية على حساب المواطن البسيط الذي أُرهق جيبه وإنكسرت قدرته الشرائية و تدمرت حالته النفسية و بدأت الأسر في التفكك.لكن الكارثة لا تتوقف عند جشع شخص واحد، بل تكمن في تواطؤ الأحزاب السياسية و النقابات والإعلام و المجتمع المدني أنها صوت الشعب، فإذا بها تنخرط في لعبة الصمت والتبرير و الإنبطاح. لقد تخلت هذه الكيانات عن أدوارها الرقابية، وتحولت إلى مجرد ديكور ديمقراطي، يغطي على سياسات النهب الممنهج والريع السياسي والاقتصادي.إن تحالف المال مع السلطة، وصمت الأحزاب والنقابات، أدى إلى إعدام الطبقة المتوسطة، وتوسيع رقعة الفقر، ودفع الآلاف من الشباب إلى الهجرة أو الإنتحار البطيء داخل وطن فقد معنى العدالة.فهل يُعقل أن يكون رئيس الحكومة هو نفسه المستفيد الأكبر من تحرير أسعار المحروقات؟وهل يُعقل أن تستمر النخب السياسية في تبرير هذا الواقع المزري بدعوى “الإصلاح الاقتصادي”؟أليس ما نعيشه اليوم سوى وجه آخر من أوجه الفساد المشرعن والمحمِيّ سياسيًا وإعلاميًا؟لقد آن الأوان أن نعيد الإعتبار لقيم النزاهة والمحاسبة، وأن نقول بوضوح: من ازدهرت أمواله يوم جاعت أوطانه،

لا يمكن أن يكون رجل دولة، بل خصمًا للوطن.*من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى

**عزيز الدروش فاعل سياسي و جمعوي*

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID