مستجداتمقالات الرأي

نِقَاشٌ مَعَ مَيِّتٍ .. وَا حَرَّ قَبْركَ يا عبد السلام ياسين!


بِقَلَم عبد المجيد مومر (موميروس)

قبل البدء؛
أتيت القبور فناديتها .. أين المعظم و المحتقر؟!
بيت شعري مأثور
أما بعد؛
وَا حرَّ قَبْركَ أَ ياسين؛ قد خَذَلَكَ العبّادي وَ صَحْبُكَ أَجْمَعِين. ها هُم؛ عن مشروع الخلافة و عن منهاج النبوة، قد إنفضوا أكملين. حيث؛ ما اقتحموا العقبة، مثلما فصَّلت و أصَّلت. بل؛ باعوا الرفقة الخالية، باعوا كدك و سعيك الطويل، بأبخس الأثمان و تقية المدنية الواهية.

وَا حرَّ قَبْركَ أ ياسين؛ أو لَرُبَّمَا سَتَسْتَدرِكُ معي الآن، جُرْمَكَ العظيم في حقّ دينك و نبيك و وَطَنِك. ذلك؛ حينَما قُمت بتوطئة التأْصيلِ الخرافي، لِلقَوْمَة الدُنْيَوِيَّة الخداعة. حِينَهَا؛ قد إِمْتَهَنْت الوَعظَ وَ الإِرْشادَ، بِأَدْلَجةٍ حِزبية ماكرة، لآية قرآنية كريمة. آيةٌ راقِيَّة تنطلقُ منْ أمرٍ ربَّاني عظيم، بالعدل والإحسان. فسَعَيت أَ ياسين أشدَّ السعي، بغاية تَحوِيلها إلى أيديولوجيا سياسَوِية طامِحة للكرسي الدنيوي. تماما؛ بما يَنْسِفُ أسباب نزولها نَسْفًا، و يجَرّدَها من سِياقِ غاياتها الإيمانية الحكيمة.

ثم؛ لرُبَّمَا قد تستوعب معي الآن، كيف أحبط العبادي و صحبُك الطالح، باكورة أعمالك السياسوية. حتى تستغفَرْ لذنب الجماعة الكاذبة، بعد أن نَخَرَها التّسُّوس الخبيث، الذي لَطالما تبَجَّحت بانتقادِه. و تذكر؛ إذ أنت القائلُ قيد حياتِك: “ما يكون الوجود الاستعراضي للحركة الإسلامية في الشارع و الجوامع، إلاَّ ضربًا من الدعاية المُضَادَّة. إن كان “جند الله” يحملون اللّقب زورًا، إن كانت الأمراض القلبية و النفسية و اللسانية و الأخلاقية مُعَشّشَة تحت الجلباب و اللحية و القميص”.

وَا حرَّ قَبْركَ أَ ياسين؛ بل لَيْتَك معي الآن حيّا، كي ترى إنزياحات الجَاهِلية الجديدة، المُتَرَسِّبَة في قلوب خلفِكَ الطالح. إينعم؛ أنت الذي أهْدَرْت في سبيل التَربيّة الخُرافيّة، سنينَ عمرك القَحْطَاء. مُتَّبِعًا بذلك؛ هَوَاكَ الذي زاغَ بكَ، حتى فَضَحَكَ العبادي و خلفُك الطالح. و قد إنتهوا إلى فيء الكراسي الدنيوية، فأقبروا شعار الخلافة على منهاج النبوة، و استنسخوا شعار الدولة المدنية الديمقراطية، المُغَلَّفة بفذلكات الجماعة الكاذبة.

وا حرَّ قبرك أ ياسين، قد فضحتْكَ طائفة البَغْي و الخُسْران. ذلك؛ بعد عقود من رذيلة التغرير بالعقول و الأفئدة، قد صارت خدومة لربيع الأجندات الأجنبية المعادية لمصالح الوطن. و قد ولّت الجماعة الكاذبة وجهها، شطر تقية المدنية. ذلك؛ ما كشفت عنه الوثيقة السياسوية، لدهاقنة التنظيم المعلوم. حيث اعتمدوا تَكْتِيكَ التَّعْويم الهلامي الفضفاض، محاولين خلق سجالات الهروب من أماني الخلافة على منهاج النبوة. عبر التدثر بتقية المدنية المُسْتَلَبَة، القائمة على دَيْدَنِ التَّشْكِيكِيَّة في النسق الدستوري الوطني، و البناء المؤسساتي القانوني الديمقراطي.

وَا حرَّ قَبْركَ أ ياسين؛ ها هي مصطلحات المدنية الفوارة، تخرج من جحور فيلا سلا، على ألسنة رهط الجماعة الكاذبة. و هي تنقل للعالمين، بروتوكولات المحفل الياسيني المنهار. فمن الإسترزاق بشعار الخلافة على منهاج النبوة، إلى تسول الكراسي برفع شعار الدولة المدنية الديمقراطية. ها هي الجماعة الكاذبة، تتبرأ من خرافة عقلها الميت، واضعة قناع ديمقراطية السيليكون.

و الآن؛ بما أن المناسبة شرط، لا بد لي من تجديد النصيحة، لِمَسْخِ الخرافة البالية. فلسوف تجدُكَ أ ياسين، بمعيتي الإفتراضية. بما أنّنا في سياق تَعْرِيَةِ مرجعية الكذب و التلفيق، الواردة ضمن الوثيقة السياسوية لتنظيم البَغْيِ وَ الخُسْرَانِ. دون أن نغفل عن هرطقات المُتَسَلِّلات و المُتَسَلِّلين، إلى منظمات المجتمع المدني، العاملة بأقنعة إحسانية أو حقوقية، خدمة لنفس الأهداف التخريبية اللاوطنية.

وا حر قبرك أ ياسين؛ ها خَوَار عقيدتِك الحزبية، التي انْبَنَت على تَذْويبِ أثرِ السَّامِريَّة، في أُشَابَة الأيديولوجيا الباطلة. مع مزجِهَا؛ بِمحلول الحَاكِمية، و وضع الخليط، في قالب معصومية ولاية السفيه. قبل أن يقوم العبادي و صحبك الطالح، بتجميد أماني المرشد الميت المنبوذ. داخل ثلاجة المدنية الغارقة، في وَحْل الزخرف الدنيوي. و ها قد ظهرت خاتمة التشبيك الخرافي الضَّال، الذي لطالما استرزق، برفع شعار الخلافة على المنهاج النبوي. حيث جاءت وثيقة التلْفِيقِ بالتصْفيقِ، للمسخ الفَهْلَوِي الذي يتلاعب سياسويا، بمفاهيم المدنية و الديمقراطية.

وَا حرَّ قَبْركَ أ ياسين؛ ها العبادي و صحبك أجمعين، من دهاقنة تنظيم البَغْيِ وَ الخُسْرَانِ. يحاولون الآن؛ ركوب موضة مُتقادِمَة، يتَوَهَّمُونَها مَطيَّة للوصول إلى شاطئ التمكين الدنيوي. بل؛ ها وثيقة مشروع العُطْلان القيمي؛ و ها المريدات، و ها المريدون، يسألونك عن الخلافة على منهاج النبوة؟!. فَتَعَالَى الله الْمَلِكُ الْحَقُّ، و صدق مولانا العظيم.

عبد المجيد مومر (موميروس)
رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الإختيار و الإنتصار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube