خطاب الملك المنتظر اليوم الجمعة عاشر أكتوبر

كل المغاربة أينما حلوا وارتحلوا ،قاطنين بالمغرب وخارجه ،مشتتين في كل بقاع الدنيا ،وقد اكتشفناهم في كأس العالم في الشيلي ينتظرون الجديد في خطاب الملك في الغرفتين هذا اليوم،ويتزامن هذا الخطاب بمتابعة كل المغاربة بكأس العالم للشباب وكذلك يتطلعون لتدخل جلالة الملك للحديث عن الأحداث المؤسفة التي وقعت في الأيام الماضية والإجراءات التي سيتخذها لتجاوز المرحلة .،لا أحد منا كان يعتقد أن أمريكا الجنوبية يعيش فيها مغتربين مغاربة يصعب عليهم زيارة الوطن بسهولة،مغاربة الشيلي ودول الجوار لهذا البلد كانوا حاضرين في الملعب الذي احتضن مقابلات الفريق الوطني بالأعلام المغربية وكانوا أكبر سند للفريق الوطني الذي خطى خطوات للعودة باللقب إلى المغرب ،من تابع مقابلات الفريق الوطني ،اكتشف جيل ،رغم ولادته في المنفى وأعتذر عن استعمال المصطلح ،استجاب لنداء الوطن ولمدرب مغربي بالإسم لكنه ولد في بلجيكا بل طاقم كله تجند لتأطير شباب ولدوا في غالبيتهم بالهجرة ويتكلمون لغات متعددة وحتى الطاقم والمدرب يسهل عليه التواصل معهم بالفرنسية ،لأنه هو كذلك يصعب عليه التواصل بالعربية ويسهل عليه استعمال اللغة التي يستخدمها أغلبية اللاعبين إلا النزر القليل .ليس هذا مرادي من الإشارة إلى هذا الزخم من الأفكار التي كانت وماتزال تراودني وأنا أتابع مقابلات كرة القدم والندوات الصحفية التي يعقدها المدرب مع الصحافة الوطنية والدولية والأمر لا يقتصر على مدرب الفريق الوطني للشبان بل حتى مع المدرب الوطني للكبار الذي ازداد في فرنسا ومازالت لغة التواصل عنده الدارجة المغربية وعندما يصعب عليه التعبير يستعمل لغة موليير .هدفي الأسمى من تدوينتي هذا الصباح هوالتنويه بأبناء مغاربة العالم الذين فضلوا تمثيل الفريق الوطني المغربي عوض البلدان التي ولدوا فيها وترعرعوا فيها وتكونوا فيها ،وعندما يشتد عضدهم ويبرزوا في الساحة الدولية ،يفضلون تمثيل بلادهم عوض تمثيل البلدان التي ولدوا فيها ،وتزيد سعادتهم بهذا الإختيار عندما ينجحوا في الفوز في كل المقابلات التي يجرونها ويزرعوا الفرحة في قلوب كل المغاربة ،فضل مغاربة العالم على بلدهم كبير ،فهم الذين يرسمون الفرحة في وجوه كل المغاربة وفي مقدمتهم مغاربة العالم،وتفانيهم في إبراز صورة المغرب ورايته الحمراء ترفرف في الملاعب لدعم جيل جديد يسعى بكل ما أوتي لتمثيل المغرب في الملتقيات الدولية لزرع الفرحة في قلوب كل المغاربة وللتنويه بالمجهودات التي يبدلها الجميع تحت قيادة جلالة الملك من أجل الحضور المتميز في الملتقيات الدولية والتعريف بالمغرب الأقصى والتاريخ المجيد للمملكة المغربية. صورة المغرب والتاريخ المغربي العريق ،رسالة يحملها كل مغربي وفي ميادين عدة ،ليس فقط في كرة القدم وألعب القوى ولكن في مختلف المجالات العلمية كذلك،الحضور المغربي رجالا ونساءا يجعل جميع المغاربة أينما وجدوا يفتخرون بهذا الإنتماء،ومشاركة الفريق الوطني في كأس العالم للشباب بالشيلي جعلتنا نقف على حقيقة التواجد المغربي في البلدان البعيدة ،وجعلتنا كذلك نقف على حقيقة الإرتباط الوثيق لمغاربة في بلدان أمريكا اللاتينية وفي بلدان بعيدة مرتبطون بالوطن بالإفتخار بهذا الإنتماء وينتظرون في ضل هذا الإرتباط الإستجابة لتطلعاتهم والمتجسدة في إشراكهم وفقا للدستور في تدبير أمور بلادهم والحفاظ على حب الإرتباط بالوطن والإنتماء إليه وتمثيله التمثيل المشرف .مغاربة العالم أينما وجدوا مرتبطون ببلدهم ولوأن هذا الإرتباط يبقى معلق بتواجدهم في مؤسسات بلدهم المغرب .احتراما للدستور الذي بقي بنوده المتعلقة بمغاربة العالم معلقة لحد الساعة.إن الجيل الذي متعنا جميعا وتأهل لربع النهاية في كأس العالم يستحق التفاتة وهم الذين ينوبون عن كل مغاربة العالم في تمثيل كل المغاربة التمثيل المشرف الذي يزرع الفرحة في قلوب كل المغاربة.ويجمع الجميع اليوم أن التمثيل المشرف لهؤلاء يجب أن يكون مقرونا بالتفاتة مولوية لآبائهم الذين يعيشون في الشتات والذين ناضلوا وقدموا الكثير لبلدهم ،لكنهم مازالوا غائبون في مؤسسات بلدهم ،وإذا كان أبناؤهم يبدعون اليوم في مختلف الرياضات فإن مغاربة العالم قاطبة ينتظرون تفعيل الفصول المتعلقة بالمشاركة السياسية حتى يتمموا دورهم الإيجابي في دعم كل قضايا بلدهم الأم .هي رسالة نتمنى أن تصل من أجل أن تبقى الأجيال المزدادة بالهجرة وفي كل بقاع العالم مرتبطة بوطن إسمه المغرب وبعلم أحمر تتوسطه نجمة خضراء وبالنشيد الوطني الذي حفظوه عن ظهر قلب من خلال متابعاتهم للتظاهرات الدولية في كل الرياضات.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك