هل فعلا أصبح المغرب بلد التأجيل في كل شيئ؟
في الوقت الذي ترتقي فيه غالبية الدول التي تحترم شعوبها سياسيا باحترام القيم الديمقراطية ،تستمر حكومتنا الغير الموقرة التي اجتمعت على قصعتها أحزاب لم تعد تدبر شأن الأمور في البلاد،بل انشغلت في النهب والفساد والتضييق على الفقراء وتوسيع الهوة بين ،بين من يملك ويزيد في النهب ،مكونات الحكومة وبين الطبقة التي،ليس بيدها تدبير الأمور وأقصد الشعب المغربي بكل مكوناته. الحكومة التي يرأسها أخنوش التي تفعل ماتشاء في خيرات البلاد في تهريب وتحويل عائدات الغاز والبترول إلى المؤسسات المصرفية بالخارج ،وتعيش في البدن والطرف وتستغل فئة معينة في تدبير المؤسسات التجارية التي تمتلكها وحتى بلغ بهم الأمر استدرار البعض في هذه الحكومة الجديدة فأصبحت الحكومة الحالية حكومة مكونات أخنوش الذين وسعوا الفوارق بينهم وبين وباقي أفراد المجتمع التي تعيش فقرا مدقعا ،بسبب تفشي البطالة وحتى وسط الشباب المتخرج من الجامعات هذا الجيل الذي لم يعد يحلم في تحقيق آماله وتحسين ظروف عيشه،لأنه مل من الإنتظار لسنوات طوال وفقد الثقة في كل شيئ. في المغرب ،وحلمه المؤجل المحفوف بالمخاطر هو لحريق إلى الخارج إلى عالم أصبحت عواصم المدن الأوروبية تعج بهم ويعيشون على فتات المزابل وينامون في هذا الجو البارد تحت القناطر في الهواء يفترشون الكارتون ولا يستطيعون إغماض عيونه من قساوة الطبيعة في هذا الفصل القارس ،حكومتنا الغير الموقرة مع كامل الأسفل تتحمل مسؤولية استشهاد العديد من الشباب المغاربة المحبطين في قوارب الموت غرقا ومن يستطع الوصول إلى الضفة الأخرى يصطدمون بمجتمعات لا ترحم ،مجتمعات هي نفسها غارقة في مشاكل اجتماعية ،مجتمعات يقولون عنها ديمقراطية ،لكن الوافدون الجدود يصابون بالصدمة عندما يعرفون الواقع الحقيقي لهذه الدول ،دول غرقت في أزمات اقتصادية لا حد لها وازدادت البطالة وغياب الأفق المغرب الذي لا يعرف شبابه الواقع الذي أصبحت عليه أوروبا ينهج سياسةالتأجيل وليس سياسة التعجيل في تحسين ظروف عيش السكان وعدم تفكير شبابه في الهجرة ، قلتها وسأكررها حتى يفهم الشباب بأن أوروبا التي تسعون للهروب إليها من أجل تحسين وضعيتكم لم تعد أوروبا التي تحققون فيها أحلامكم وتدركون فيها الأموال ،بل تغير كل شيئ فيها وازدادت الكراهية والعنصرية وغياب الأفق والبطالة وأصبح المهاجرون الوافدون من الجنوب منبوذون ،يعيشون في العراء على ماتقدمه الكنائس من صدقات للذين تعودوا على المبيت تحت القناطر،ويتبولون في جنبات الطرق ،ويسيئون بممارساتهم لصورة الإسلام الذي ينتسبون له ،صورة العفة والكرم ،وليس صورة السرقة وزرع الفتنة وكل صور المنبوذة في كل المجتمعات على وجه الأرض .المغرب الذي أصبح في ظل حكومة أخنوش وقبلها الحكومات التي أغرقت البلاد في الفساد ومارست سياسة التأجيل في كل شيئ. في إعادة البناء الدولة الحديثة على أسس سليمة حتى تقنع الشباب بعدم التفكير في الهجرة .الحكومة التي لم تعد تفكر في عملية بناء الدولة على أسس سليمة وإعادة النظر في القوانين ،وفي الإستمرار في التضليل ،حتى إشعار آخر ،هي حكومات منذ الإستقلال إلى يومنا هذا ،تضحي بشعبها وبمستقبل شبابها ،وبفقدان هوية شبابها الإسلامي ،حكومة ليس لها نهية مطلقا في ترتيب البيت وإعادة البناء ،،حكومة استقر رأي مدبريها على سياسة التأجيل وليس سياسة التعجيل .كل أمر أصبح في نظر الحكومة مؤجل تدبيره فهي استقر رأي مكوناتها على نهج سياسة التنويم التسويف والتأجيل حتى إشعار آخر .أخيرا وليس آخر سأبحث من يحلمون وسأسافر إلى عواصم الدول الأروبية باريس وبروكسل لأنقل مأساة المهاجرين وربما أنتقل مرة أخرى لسواحل طنجة العالية أوتطوان السانية دون أن أنسى المرور بالفندق والمضيق لأشاهد بأم عيني قوافل الباحثين عن الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط في اتجاه إسبانيا التي استقر فيها العديد من المهاجرين الذين يباتون تحت الخيام البلاستيكية في ظروف لا يستطيعون على إغماض جفونهم بسبب الحرارة في الصيف والبرودة في الشتاء هؤلاء الذين يعيشون قساوة الطبيعة صيفا وشتاءا مؤمنون يصلون ويرفعون باستمرار أكفّ الدراعة للواحد القهار وعقب كل صلاة لكي ينتقم من أخنوش ومن حكومته ومن كل ناهب للمال العام .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك