الجاسوسية المعاصرة

مراد العمراني الزكاري محلل استراتيجي برشلونة

شركة كامبريدج اناليتيك ( شركة اتصالات وتحليل بيانات) تمتلك5000 وحدة رصد …تجمع من إدارة الفيس بوك بطريقة غير قانونية بيانات المستخدمين الشخصية، والبيانات هنا المقصود بها كل حرف تكتبه على حسابك الشخصي، ليس مجرد اسمك وعمرك…حتى التطبيقات التي تدخل عليها لكي تعرف منها شكلك وأنت كبير أو وظيفتك المستقبلية إلخ إلخ من التطبيقات، يتهيألك انك تتسلل فقط.
ثم تبدأ في تحليل نفسي للشخصية بتقنيات تكنولوجية متطورة جدا .
ثم تبدأ في توجيهك للاتجاه التي تريد أن توصل له من خلال تهيئة الرأي العام على السوسيال ميديا لهذا الاتجاه عن طريق نشر فيديوهات أو صور أو منشورات موجهة تنتشر مثل الخلايا العنكبوتية على الفيس بوك ولا يمكن تحديد مصدرها الأصلي ولم تخرج من أي بلد
هكذا عملوها في :
– توجية الناخبين الأمريكيين في اتجاه ترامب بعد ما تمكنوا من رصد نسبة المستخدمين للفيس بوك القابلين للتوجيه (6%) وتحديدا في الولايات التي كان ممكن أن تسقط ترامب واشتغلوا عليهم .
– عملوها مع المصوتين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
– عملوها في البرازيل ووجهوا الشعب لانتخاب رئيس من اليمين المتطرف.
– عملوها في بورما واشعلوا بأسلوب التوجيه الصراع العرقي مع الروهينجا وقتلوا الآلاف.
– عملوها في الشيلي ونزل الشعب في المظاهرات
-عملوها في نيجيربا وتشاد وفنزويلا وووووو
حتى الصورة او التدوينة التي تتقاسمها فهي لهم وليست لك .
حتى الرسائل الغامضة التي تتلقاها على الواتسآب ولا تعرف مصدرها كانت أيضا لهم.
كل ما سبق هو اعتراف بأدق التفاصيل من أحدى العاملات بالشركة في استجواب لها أمام الكونجرس وخلال مثولها للتحقيق أمام مكتب التحقيقات الفيدرالية.
نهاية الرواية
أعلنت الشركة افلاسها وتم غلقها حتى تنجو من المحاكمة بعد ثبوت الاتهامات الموجهة لها.
أما مارك المدير التنفيذي للفيس بوك فهرب من العقاب باقراره ان الشركة اخطأت في عدم توفير الحماية الكافية لبيانات المستخدمين وتعهد بإجراءات صارمة مستقبلا
الخلاصة:
ستستمر اللعبة… تذهب كامبريدج اناليتيك ستأتي غيرها وغيرها ..
التكنولوجيا اصبحت سلاح لا يضاهي تأثيره على الشعوب وعلى تدمير الدول أي سلاح فتاك بحوذة اعتى جيوش العالم