مقالات الرأي

            عاش المغرب ولا عاش من خانه

         

أمثلة كثيرة تعد من الأمثال  التي تشبث بها المغاربة ويستعملونها عند الحاجة

،ومن بينها اتقي شر من أحسنت إليه،وبالخصوص عندما يتعلق الأمر بجيران

 تربطنا معهم علاقة الدين واللغة والتقاليد والعادات وعدة قيم مشتركة

المغرب ،ملوكا وشعبا كانوا وسيبقون داعمون لشعوب المغرب العربي ،وينتظرون

أن تبادلهم الشعوب الذين أحسن إليهم ملوك المغرب واحتضنهم المغاربة نفس

الشعور ونفس المعاملة.التاريخ سجل بمداد الفخر ماقدمه الشعب المغربي والمغفور

له محمد الخامس لثورة الجزائر وزعماؤها من أجل استقلال الجزائر وطرد المحتل،بالسلاح

وبالمواقف في المنظمات الدولية.ولكنهم غدروا بنا ودام غدرهم لنصف قرن لحد الساعة

لا لشيئ سوى حقدا ،سوى لمكانة المغرب في المجتمع الدولي،وموقعه الإستراجي ،ومواقف

ملوكه وتدبيرهم الجيد لعدة ملفات وقضايا عربية وإسلامية ومنها تحرير شعوب المغرب العربي

من ربقة الإستعمار الفرنسي الذي كان جاثما على أراضي شمال إفريقيا.واعتبر ملوك المغرب قضية فلسطين

قضية الشعب المغربي الأولى،والدفاع عن القدس وتحريرها وطرد المحتل منها مسألة لانقاش فيها

المغرب لم يبني تاريخه ومجده على حساب حقوق الشعب الفلسطيني،ولم يركب على معاناة شعب ويتجر

بالقضية الفلسطينية،ولم يحاول ملوك المغرب عبر التاريخ لدغدغة مشاعر الشعب الفلسطيني والإتجار بملف

القضية الفلسطينية كما فعلت الجزائر سابقا باحتضانها اجتماعا للمجلس الوطني الفلسطيني وحشر جمهورية الوهم

والخيام بتندوف واستدعاء عبد العزيز المراكشي ليجلس بجنب الراحل ياسر عرفات،فاعتبر المرحوم الحسن الثاني كما قامت

به القيادة الفلسطينية طعنا للمغرب وشعبه.المغاربة طووا الصفحة،ولكن الجزائر تريد مرة أخرى تجييش الشارع الفلسطيني

ضد بلادنا من خلال مبادرة تسعى من خلالها جمع الفصائل الفلسطينية للمصالحة في الجزائر،وهي محاولة لدغدغة مشاعر الشعب الفلسطيني والشارع العربي لدعمها لتنظيم مؤتمر القمة العربي ،لعزل المغرب الذي قطعت العلاقة معه ومنعت الطائرات المغربية من التحليق في أجوائها وحاولت إفشال المجهودات التي بدلها المغرب من أجل تسوية الخلافات الليبية

الليبية والوصول للمصلحة ،ثم نهجها مرة أخرى مع جيراننا في الجنوب وأقصد موريتانيا وشرقا تونس ،دبلوماسيات الشيكات

دعم تونس ب ثلاث مائة مليون دولار لمساعدتها على الخروج من أزمتها الإقتصادية،وتغيير موقفها من قضية الصحراء عوض الحياد الذي تمسكت به لسنوات ،وامتنعت عن التصويت في مجلس الأمن إلى جانب روسيا ،واليوم يعلن النظام في تونس عداءه للمغرب باستقبال الوفوذ الشبابية لجمهورية الوهم في تونس.وبذلك يخاطر الرئيس التونسي بالعلاقات المغربية والتونسية ويجهض كل المبادرات من أجل تعزيز التعاون المشترك وهوالذي كان لسنوات يعفى المنتوجات التونسية من الضريبة ،حفاظا على حسن الجوار .وقد كان المغرب مدعما لتونس في أصعب اللحظات التي مرت بها ،والتاريخ سجل للمواقف المغربية.اليوم وبعد الغدر الذي تعرض له المغرب من حقه أن يطوي التعاون المشترك الذي كان دائما على حسابنا

ويوقف الإعفاء الضريبي للمنتوجات التونسية.وسيضطر المغرب تفعيلا للخطاب الملكي من لم يعترف بمغربية الصحراء فسنغير سياستنا اتجاهه ،ولعل الموقف المغربي من إسبانيا وبعدها ألمانيا خير دليل على ماأقول.لا أستبعد أن يجمد المغرب

علاقته مع تونس ويستدعي سفيره للتشاور.كما أني أتوقع استمرار تونس بالتنسيق مع الجزائر في الإضرار بمصالح المغرب ووحدته الترابية. وتطابق وجهات النظر الجزائرية التونسية فيما يخص سياسة التطبيع،والعداء للمغرب ،هي نفس الخطة التي

تنهجها الجزائر مع فلسطين وشعبها.وأتساءل من كان سباقا للتطبيع مع إسرائيل في العالم العربي أليس مصر والأردن وبعدها الإمارات والبحرين، والسودان؟لماذا يلتزم الصمت حكام الجزائر وتونس عن العلاقات المتميزة التي تربط هذه الدول بإسرائيل وأضف إليها حتى تركيا.هل يجرئ النظام في الجزائر وتونس على توجيه انتقادات للدول التي ذكرت .؟فيما تفكر الفصائل الفلسطينية بعقد لقاءات في الجزائر لتوحيد الصف ؟هل فعلا الجزائر مؤهلة لاحتضان الفصائل الفلسطينية من أجل المصالحة؟لا أعتقد ذلك الجزائر تدغدغ مشاعر الشعب الفلسطيني من أجل انعقاد القمة في الجزائر في ظروف صعبة تمر بها القضية الفلسطينية،والذين يراهنون على المبادرة الفلسطينية التي ستكون لامحالة على حساب قضيتنا الترابية فهم يراهنون على الوهم.الجزائر ونظامها لن تنجح في كل مساعيها لتحطيم المغرب وزعزعة استقراره.والجزائر التي تراهن على اجتماع الفصائل الفلسطينية ،من أجل وحدته لمقاومة المحتل الإسرائيلي وتحرير أرضه فيجب أن يعلموا أن الشعب المغربي قد جعل قضية فلسطين والصحراء المغربية من أولى الأولويات.لايمكن أن نقبل بالمس بوحدتنا الترابية من أي جهة كانت،وعلى الإخوة في جميع الفصائل الفلسطينية أن يفطنوا للعبة التي تريد الجزائر أن يكونوا هم ضحيتها ،فهم لم يقدروا كل ماقدمه المغرب من أجل استقلالهم وطعنوا الشعب المغربي وملوكه وتاريخه في الظهر ويحاولولون بكل الطرق والمكائد زعزعة استقراره وهو البلد الجار.فكيف يثق بهم الشعب الفلسطيني.لن يحرروا الأرض الفلسطينية ولا القدس العربي،بالشعارات الفارغة،وإذا كانوا بحق قادرين على ذلك فعليهم أن يقطعوا علاقاتهم مع كل الدول العربية التي ربطت علاقات مع إسرائيل.مايجري بالجزائر وفي وتونس سيعجل بسقوط أنظمتهما.

علينا أن نكون أكثر واقعية لمايجري في العالم وعلى الشعب الفلسطيني أن لايراهن على النظام في الجزائر لتحرير فلسطين ولا خطاب الرئيس قيس سعيد المندد بإسرائيل .ويجب أن يعود الجميع لإعادة قراءة التاريخ فلا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن استطاعوا تفعيل وتنفيذ القرارات الصادرة ضد إسرائيل،ولا الأنظمة العربية انتصرت في حروبها منذ الثامن والأربعين ولا هي قادرة في المستقبل انتزاع الحق الفلسطيني لأن العالم يسيطر عليه قوة عظمى بيدها الحل والعقد.والذين يراهنون على روسيا لانتزاع الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني أوعلى أمريكا تحت حكم كل الرؤساء سواءا كانوا جمهوريون أوديمقراطيون،فكلهم يخضعون لمايحمله عليهم اللوبي اليهودي في العالم الذي يتحكم في الإقتصاد العالمي على الجميع أن يتيقن أن طريق السلام يمر عبر الحوار وهناك دول قادرة على المساهمة في تحقيق السلام .والمغرب من بينهم ،لأن حمايتهم ليهود الأندلس عبر التاريخ الطويل،واحترام ملوكه للتعايش والعيش المشترك بين المسلمين واليهود عبر التاريخ ،يشكل أهمية كبرى قد تكون الأمل الوحيد في يد المغرب لتحقيق السلام مادام أنه لوبي من أكثر من مليون يهودي داخل إسرائيل ،قادرون على الضغط من أجل طي صفحة سوداء وتحقيق السلام العادل.الكلام يطول والسلام لن يتحقق بالحروب وقد جربتها الدول العربية وفشلت في تحرير فلسطين ،وفي الضغط على أمريكا والدول الخمس الدائمة العضوية في تحقيق أحلام الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة. على الذين يراهنون على النظام الجزائري وعلى خطابات قيس سعيد الفضفاضة، من الفصائل الفلسطينية لتحرير الأرض فهم يراهنون على أنظمة تريد تفتيت المغرب وزعزعة استقراره فهم يراهنون على أنظمة فاشلة لا تحب الخير لا لشعبهاولا لغيرها.التاريخ يسجل على الجميع مواقفهم هي مجرد وجهة نظرهما يجري وعلى الشعب الفلسطيني أن يراجع ماتحقق من إنجازات منذ اجتماع المجلس الوطني في الجزائر بقيادة الرئيس ياسر عرفات رحمه الله.تأكدوا أن استقلال فلسطين وزوال الإحتلال لن يتحقق بمبادرات تقودها أنظمة فاشلة تحقد على جيرانها.والذين يسعون لجمع الفصائل للمصالحة فهم يريدون فقط الركوب على القضية الفلسطينية لتحقيق مآربهم وتأليب الشارع الفلسطيني ضد المغرب،لخدمة أجندتهم

كونوا على يقين أن الذين سكتوا عن تطبيع مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان وتركيا يريدون فقط استغلال وضعكم للإضرار بالعلاقات التي تربط الشعب الفلسطيني والشعب المغربي .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube