محطات نضاليةمستجدات

انطلاق متوقع لأسطول الصمود العالمي بعد أيام من التجاوزات والتأجيلات

🔹 تونس — تغطية خاصة

✍️ أحمد ويحمان و عبدالرحيم الشيخي×

*+ انطلاق متوقع لأسطول الصمود العالمي بعد أيام من التجاوزات والتأجيلات*

*+ نقطة الانطلاق: موانيء سيدي بوسعيد .. بينزرت ..قمرات..(تونس)* *+ الوجهة : غزة المحاصرة13 سبتمبر 2025* انطلقت محطات الأسطول الدولي من ميناء برشلونة في نهاية غشت /أغسطس/آب الماضي، في تحرك بحري تضامني حمل رسالة واضحة إلى الرأي العام العالمي بشأن محرقة غزة والكارثة الإنسانية فيها وضرورة كسر الحصار المفروض على أكثر من مليوني ونصف مليون إنسان. وبعد عبور المجموعات البحرية للمياه الدولية وصل عدد من سفن الأسطول إلى المياه التونسية، حيث أقامت الوفود فعاليات تنسيقية في العاصمة تونس لأيام متبادلة مع وفود منصات المغرب الكبير ومنصات من دول آسيوية ومتطوعي الخليج العربي ومراجعَي التقنية على السفن، تحضيرًا للانطلاق النهائي نحو القطاع المحاصر. لكن الرحلة – كما كان متوقعا لها -لم تكن سلسلة : تعقيدات لوجستية وسياسية وتقنية وأمنية، بالإضافة إلى ضغوط خارجية ومحاولات إعاقة، عطّلت الجداول وأجّلت مواعيد الانطلاق المسطرة أكثر من مرة. وفي مقدور هذه الضغوط أن تتخذ عدة صور من عوائق ملاحية إلى تدخّلات سياسية وإجراءات تتعلق بالسلامة، وهو ما ظهر جليًا في تأجيلات وتعقيدات شملت محطات عدة . وعلى الرغم من ذلك، وبتجاوز مراحِل التهديد والتهويل، بدأ المتطوّعون يتدفّقون اعتبارًا من صباح الجمعة على الموانئ التونسية التي ترسو بها سفن الأسطول، تحضيرًا لانطلاقٍ مُرتقب، مبدئيًا، بعد زوال يومه السبت 13 شتنبر/سبتمبر الجاري. وبحسب تصريح أحد مسؤولي التنظيم، فقد حدّدت منصة تونس عدد السفن المقرر انطلاقها من مياهها بـ23 سفينة بعد استبعاد سفينتين خضعتا للفحص ولم تستجبا لشروط السلامة. (تصريح تنظيمي). وجدير بالذكر أنه خلال محطات الإعداد في تونس، سجّل الأسطول اعتداءين على سفينتين تابعتين له — المسماة “فاميلي” و”آلما” — عبر طائرات من دون طيار، ما أثار حالة من الخشية وأجبر فرق الصيانة والتفتيش على تكثيف إجراءات السلامة قبل الإبحار. فيما فتحت السلطات التونسية تحقيقًا لكشف ملابسات الحريق المحدود الذي اندلع على إثر الاعتداء . من جانب آخر، تؤكد مصادر تنظيمية أن منصتي إيطاليا واليونان جاهزتان للإبحار كذلك للالتحام بالأسطول في نقطة لقاء دولية يحدّدها القائدون البحريون، في حين تتهيأ مجموعات من ليبيا وبعض القوى المحلية للمسار نفسه، كما تجرى الترتيبات لسفينة مصرية مهيأة للانضمام في الوقت المحدد. هذه الحركة المتزامنة من محطات مختلفة تعكس استراتيجية الأسطول في تشكيل تكتّل بحري دولي قبل الدخول إلى مياه غزة. في المشهد الشعبي المحلي، عاش ميناء سيدي بوسعيد ومرافئ تونس أيامًا من التلاحم والحنين التضامني؛ إذ خرجت جماهير تونس عن بكرة أبيها لتوديع المتطوعين، وقد شهدت الساحات مواقف إنسانية مؤثرة حيث قدّمت نساء تونسيات ومواطنون تبرعات شخصية ورمزية دعماً للرسالة الإنسانية للأسطول، ما رسّخ بعدًا شعبياً قوياً للحراك. هذه الروح التضامنية لا تقلّ أهمية عن جانب التنسيق البحري والتقني، إذ تُغذّي المشروعية الأخلاقية للمهمة في العيون الشعبية والإعلامية. خلاصة القول : إذا لم يحدث طاريء جديد — وحسب ما أعلنه منظمو الأسطول والمسؤولون الفنيون — فمن المتوقّع أن ينطلق “أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة” مجدّدًا من موانئ تونس عصراً يوم السبت 13 شتنبر/سبتمبر 2025، متجهاً نحو نقطة لقاء دولية للالتحام مع باقي مجموعات الأسطول، على أن تكون وجهته النهائية مياه غزة لرفع الحصار وتقديم قوافل الغوث الإنساني أو على الأقل لرفع الصوت الدولي إزاء الكارثة الإنسانية هناك. ومع ذلك، تبقى المخاطر والمحاذير قائمة — من تضييق سياسي إلى محاولات عرقلة أمنيّة أو حتى اعتداءات تقنية كالطائرات المسيرة — ما يجعل استعدادات السلامة واللوجستيك والحماية البحرية عنصراً مركزياً لنجاح المهمة ومدى هذا النجاح. ولأنّ ما في البحر أكثر من سفن، فهو رسالة إنسانية وقضية ضميرية: أسطولٌ يُحاول أن يحمِل عبر الماء ما عجزت عنه السياسة أن تنقله عبر الحدود — كرامةً للناس الذين يعيشون المجاعة والقصف والتطهير.

سنوافيكم، إذا أذن الله بالبقاء، بتغطية آنية لاحقة حول تفاصيل الانطلاق الفعلية، مسارات السفن، وأسماء المنصات والأسماء البارزة المرافقة حال تبلورها على الأرض.

إلى ذلك الحين، تبقى الأعين على البحر، والقلوب مع المحاصَرين في غزة.والله المستعان.

—————————-

متطوّعان في أسطول الصمود العالمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID