“في الحاجة للرفع من منسوب الثقة في السياسات العمومية”

لحسن صبير ناشط سياسي وحقوقي
ونحن على ابواب الربع الاخير من السنة المالية ، يظل الجمود سيد الموقف بينما تعود مجددا للساحة الدعوات الحمقاء ل”طبع النقود”.
والحال ان الاجراءات المستعجلة بينة ، واولها وقف نزيف العملة الصعبة باجراءات استثثنائية لظرفية استثثنائية من خلال تعليق مستوردات لا تصب في انتاج او تشغيل ،عدا وسطاء السوق ، كالسيارات الفارهة المستعملة او الجديدة او مثيلاتها من السلع ، وحدها الحاجة ماسة لكل ما يعزز قدرات “المغرب الرقمي” لاغتنامها فرصة لتدارك الفجوات ،
وفضلا عن ذلك ، يبدو الالتفات للحق في تعليق بعض من بنود اتفاقيات “التبادل الحر” خاصة تلك التي لها ثقل وازن في “لهف” العملة الصعبة المقرون بتدمير اسس وجود المنتج الوطني وفرص تطويره، كما يصبح الالتفات واجبا ايضا لمقاولات لاتملك من التسمية الا عنوانا الكترونيا وسكرتيرة صارت متخصصة في استجلاب “الكونتنيرات” بسلع معلبة او En vrac مع براعة حاذقة في “الفوترة “المدلسة من المصدر ، بما يستلزم المراجعات الحسابية الدقيقة والتواصل الوثيق مع البعثثات الدبلوماسية الموجودة بعين المكان ، او التتبع المعلوماتي لاسعار التسويق بالمصدر بالجملة والمفرق ، للحد من الشرين : شر التحايل على الموارد الجمركية ، وشر اغراق السوق بمنتجات مدمرة لفرص الشغل ،مستنزفة للعملة ، ولا تصب في مقاولة اقتصاد حقيقي بادوار اجتماعية حد ادنى ,,,
في كذا اوضاع ملتبسة يحتاج المغاربة لسياسات /رسائل تطمين ، على الاقل بوجود سياسات عمومية للملائمة مع مستجدات اوضاع الجائحة ، فمنسوب الثقة في تدبير المالية العمومية وتكييف التوازنات المبادلاتية وفق اجراءات ارادوية انتقائية ومتاحة قانونا (عمليات جراحية موضعية) وتطمين مستثثمري الاقتصاد الحقيقي ومقدمي الخدمات ،حول موقفهم المحاسبي تجاه المالية العمومية (ادارة الضرائب المباشرة وغير المباشرة)،في ظل ركود الجائحة المترجم لديهم باشهر من الاغلاق التام او الجزئي ، والرفع من مستوى الحوكمة للقطع مع مسارب الفساد الاداري التي تنتعش في ظل فوضى الازمة ، كلها عناصر لا تقل اهمية عن الحاجة لاستعادة “الثقة” في سلامة التدبير الوبائي للجائحة على الارض ،احترازا وتطبيبا .
أما دعاة “طبع النقود”،فهم في كذا ظرف وطني ودولي قاسيين ، أشبه ب”غربان ناعقة” تحفزا للانقضاض على جثة وطن يترنح من فرط استحقاقاته الدولية ، مشهد شبيه ب”سدنة المصالح” اللذين ساهموا في كبوة المغرب منتصف القرن 19م ، رعيا لمصالحهم ، ومصالحهم فقط حتى ولو كانت خدومة للسطوة الاجنبية .والنبيه بالاشارة يفهم مؤدى كذا دعوات