*كلمات* .. في سؤال من وراء البورغواطيين الجدد ؟ *بعد الإله ياكوش .. انفضاح الأجندة الصهيونية مع “قرآن بورغواطة”*

احمد ويحمان
لم تهدأ بعدُ ردود الفعل القوية التي أثارها عمود كلمات السابق وبلاغ المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بشأن الجريمة الموصوفة بما يسمى “قرآن بورغواطة”، حتى خرجت ليلة أمس على إحدى القنوات الرقمية حلقة “تضامنية” جمعت عصيد ولمسيح وكلّاب وأيلال، في محاولة مكشوفة لإطفاء ما اشتعل في تلاليب محاولتهم الجديدة في استهداف عقيدة المغاربة، ولإعادة تدوير الخطاب نفسه الذي انفضح أمام الرأي العام. ولأن الشيء بالشيء يُذكَر، فقد أعلن المدعو كلّاب في مقطع فيديو على قناته الشخصية؛ بعد صدور مقالنا، باسم “جماعته”، تحدّيه الصريح ودعوته إلى مناظرة علمية، وحدد المنبر .. وهو منصته الرقمية الخاصة. ومن جهتنا .. فقد رفعنا التحدي وقبلنا المناظرة بمجرد فور عودتنا إلى أرض الوطن من سفر في مهمة نضالية إلى بيروت، حتى تكون الأمور واضحة أمام الناس، بلا مزايدات .. ولا هروب (كما حاول بشكل بئيس صاحب القناة كلّاب أن يصطنعه لنا عبر إعلان انسحاب ويحمان.. هكذا بشكل كاذب برغم بياننا الواضح بعد سويعات من فيديو كلّاب .. وقد وضحنا هذا في كلمات سابقة ..). ولكن اللافت أن هؤلاء لم يجرؤوا، في حلقة أمس “التضامنية” (بمواجهة ويحمان الغائب الحاضر !!)، على الاقتراب من جوهر النقاش: وهو اشتغالهم على الترويج الممنهج لـ”المجد البورغواطي” و”قرآن بورغواطة”، والتأكيد على “حق الأمازيغ” في قرآنهم الخاص بلغتهم تماما مثل قرآن محمد العربي‼️… بوصف هذا الأمر أخطر اعتداء على الأمن الروحي للمغاربة، ومحاولة لإعادة إدماج المتنبي المزعوم صالح بن طريف بن شمعون (المؤسس لديانة بورغواطة) في الوعي العام باستعمال أزياء “البحث العلمي” أصباغ “التراث” و”الهوية”.
فبعد أن انكشف المستور بالأدلة، لم يجد هؤلاء (بعد حكاية اصطناع انسحاب ويحمان غيابيا) سوى أسلوب الهروب والتحريف وتحويل الموضوع إلى جدل لغوي أو تاريخي فارغ لإخفاء “الجرم المشهود” و”حالة التلبس” التي ضُبطوا فيها يروجون لأسطورة دينية مصنوعة، يعلم الجميع من يقف اليوم خلف محاولة إحيائها وتمويل حضورها. ومن يعود إلى قراءة الخطاب الذي تبادله كلّاب ولمسيح في تلك الحلقة لا يحتاج لبذل جهد فكري إضافي لاستنتاج حجم الإغراق في البروباغندا ذاتها : خطاب مُعدّ مسبقًا، مقولب، هدفه ليس البحث العلمي بل “إنقاذ السردية” وتغطيتها بأي ثمن، ولو بالتلويح بمظلومية وهمية أو ادعاء اضطهاد فكري. أمّا سوابق عصيد، فهي تكفي وحدها لشرح حالة الارتباك الدفاعي التي تحملها هذه الجوقة كلما انكشف خط التصنيع الإيديولوجي في خدمة الأجندة الصهيونية. فمن “لاهوت ياكوش” إلى عقد “النكاح العقائدي” الذي نشرته “الشاعرة” مليكة مزّان (وتلك حكاية ما تزال تثير لدى المغاربة مشاعر الاستهجان والقرف الممزوج بالسخرية من خرافة مؤسطرة لتغليف علاقة “خاصة”.. ما لبثت أن انقلبت إلى انفجار مليكة مزان نفسها على عصيد وكشف أمور جد خطيرة.. ومثيرة للغاية…..)، إلى ربط الرجل علاقات معلومة مع عملاء صهاينة في مختبرات معروفة بارتباطاتها الاستخبارية الصهيونية من قبيل ضباط الموساد؛ بروس مادي ويزمان.. كبير خبراء معهد موشي ديان.. والضابطة في مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط “عينات ليڤي” التي ربطت لقاءات مع عصيد منذ سنوات قبل إعلان التطبيع الرسمي والتحاقها علانية بالرباط.. والمؤرخ، الدكتور إيغال بنون الذي سبق وخلق مشكلة كبيرة في مهرجان الناضور لما يسمى الذاكرة المشتركة حين حديثه عما أسماه متاجرة الملك الحسن الثاني في اليهود … الخ … الخ كل هذا ليس مجرد تفاصيل، بل هو السياق الفعلي الذي يُفهم فيه استماتته في إعادة تدوير “نبوءات بورغواطة”. ويضاف إلى ذلك إشادة أيلال الصريحة بمسار التطبيع مع كيان الإجرام الصهيوني، ومحاولته تغليف كل هذا بغلاف “العقلانية” و”النقد”، وهي عقلانية تختفي فجأة حين يصل النقاش إلى حدود العقيدة والأمن الروحي، فتتحول إلى بروباغندا مكشوفة.
وتزداد المفارقة المحيرة عندما نتذكر أن كل هؤلاء “العقلانيين” الذين يهاجمون الإسلام على أنه فكر غيبي، لاعقلاني، سرعان ما يلتجؤون إلى إصحاحات التلمود !!! للمحاججة العلمية كما فعل كل من عصيد وكلّاب وأيلال عند مناقشتهم لما كتبه كاتب هذه السطور عن أسطورة *التحقيب الشيشناقي* للسنة الأمازيغية في بداية السنة الجارية..أما موقع كلّاب كـ”باحث” في اليونسكو (‼️)
التي تديرها أودري أزولاي، بنت المستشار الملكي أندري أزولاي، عرّاب أجندة الاختراق الصهيوني في المغرب، فهو يفسر كل شيء ويفسر معنى حصول والد رئيسة كلّاب على أعلى وسام في كيان الاحتلال والإبادة الجماعية في تل أبيب.
إن ما يجري اليوم ليس نقاشًا علميًا، بل محاولة منظمة لتحييد الوعي الجماعي وإعادة هندسة الذاكرة الدينية والثقافية للمغاربة تحت يافطات براقة، بدعم شبكات وتقاطعات يعرفها الجميع، ويعرفون المستفيد الأول منها ويعرفون إطارها العام؛ الإبراهيمية كعنوان للاستعمار والصهيونية في القرن الواحد والعشرين .
إن موضوع “قرآن بورغواطة” ليس خلافًا تاريخيًا ولا جدلًا أكاديميًا (كما يزيف أصحاب الجوقة في رباعي مراكش)، بل واقعة اعتداء مباشر على مقدسات المغاربة وتماسكهم الروحي واستهداف فاضح وممنهج لعقيدتهم الإسلام. ومن يروّج له، أو يبرر له، أو يغطي عليه، يتحمل مسؤولية فكرية وأخلاقية خطيرة.ونعود هنا إلى ما بدأنا به هذا المقال:فعندما رفعنا الدعوى القضائية ضدّ يوسف أزهري وزملائه بعد ما صدر عنه في متحف أصدقاء صهيون خلال الرحلة إلى كيان الإجرام الصهيوني، في عزّ مذابح الأطفال في غزة، حين وقف هناك يردد ويرقص مع ضباط الاحتلال في مغتصبات غلاف غزة قائلاً: *”محمد رسول الله صهيوني”؛*! لم نكن نستهدف تأديبه أو معاقبة هؤلاء الشباب المغرَّر بهم، بل قصدنا الوقوف عند السؤال الجوهري: *من قال ليوسف أزهري أن يقول ما قال؟ ولماذا؟* .وكذلك حين أثَرْنا قضية القول بأن الملك وأسرته يهود، لم يكن المقصود محاسبة محمد أوحساين، بل الوقوف عند السؤال نفسه : *من قال لمحمد أوحساين أن يقول ما قال؟ ولماذا؟* وعلى النهج ذاته، نسأل اليوم:من قال لعصيد وكلّاب وأيلال ولمسيح أن يقولوا ما يقولون؟ ولماذا؟ فموضوع نقاشنا ليس بحثًا علميًا في “متنبي إمارة بورغواطة” صالح بن طريف بن شمعون، بل في استدعائه اليوم والترويج له داخل سياق الأجندة الصهيونية واستراتيجية فرض “الهوية الأمازيغية اليهودية”. واستدعاء الكاهنة ديهيا وشيشناق وتزوير التاريخ وأسطرة الجغرافيا حد اكتشاف ” اورشليم صغيرة ” بجنوب المغرب هي إفران الأطلس الصغير وترويج كلاب ل قرية تامدولت كعاصمة لنبي الله صمويل !!!كما أن القضية ليست قضية “حرية المعتقد”. فعصيد ورفاقه أحرار في أن يؤمنوا بما يشاؤون وأن يعبدوا ما يشتهون، ولا أحد سيتعرض لهم. بل سندافع عن حقهم في إعلان إيمانهم بـ”الإله ياكوش” أو غيره من الآلهة .
هذا حقهم ولا يحق لأحد أن يعترض عليهم في معتقدهم .لكن المطلوب أن يتحلّوا بالشجاعة ويعلنوا قناعاتهم كما هي، دون الاحتماء بعباءة “البحث العلمي” في موجته الجديدة التي يقودها رشيد أيلال، الذي لا تتجاوز مؤهلاته السنة الثانية إعدادي ! بشهادته هو نفسه، بعدما صحح لأحد المضللين لدى تقديمه في قناته على أنه “دكتور” وباحث كبير.
*آخر الكلام*
إن الجذر الأعمق لهذا المشروع يندرج في سياق أوسع عنوانه :فرض “الأمازيغية اليهودية” كـ”هوية قاتلة” (بتعبير أمين معلوف)؛ تلك الهوية التي يجري تسويقها من طرف الخطاب الصهيوني لاختراق المغرب تحت لافتات “التراث” و”التاريخ” و”الخصوصية”، وهي هوية يرفضها المغاربة جملة وتفصيلاً، وفي مقدمتهم الأمازيغ الأحرار قاطبة.
لقد رُفع التحدي بوجهنا.. وقبلناه، وعلى من ادعى “البحث العلمي” أن يواجه جوهر النقاش لا هوامشه.. وأن يتوقف عن الهروب إلى مونولوجات رباعي البورغواطية.
أمّا الأمن الروحي للمغاربة فليس مجالًا للتجريب ولا مضمارًا للاختراق والتخريب الصهيوني.
وسيظل المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، ومعه كل الغيورين، بالمرصاد لكل محاولات التطبيع مع أي مساس بالعقيدة أو بأي اختراق يمر عبر بوابة “التراث” أو “الهوية”، لأن الدفاع عن ثوابت الأمة جزء لا يُجزّأ من معركة الدفاع عن المغرب، وعن فلسطين وحرية الشعوب واستقلالها.
وآخر دعوانا أن اللهم اسق عبادك وبهائمك !
× رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع




