حيمري البشير

هل من مخرج للأزمة الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا؟

خبايا القرار المغربي  لايمكن أن يتخذ  من عبث بل جاء نتيجة تتبع لمدة طويلة ،وقد توضحت الأمور أكثر  بقرار  ألمانيا الاتحادية إقصاء المغربين مؤتمر برلين وهو  مهندس حكومةالوفاق  المنبثقة من لقاء الصخيرات ثم استمر في دعم  المشاورات المتعددة المنعقدة مؤخرا في  مدينة بوزنيقة وطنجة والزيارات المتعددة  لمسؤولين ليبيين إلى المغرب كان آخرها الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قبل يومين.

استدعيت الجزائر لمؤتمر برلين رغم أنها طرف غير مؤثر في ليبيا وهي التي لها حدود طويلة بل قام الجيش الجزائري أكثر من مرة في التوغل داخل التراب الليبي بدون سبب بذريعة تجفيف منابع الإرهاب الذي يهدد الجزائر .ألمانيا استثنت أول الأمر حتى تونس ولكنها تداركت الموقف ووجهت دعوة لها لحضور مؤتمر برلين  الذي لم يتمخض عنه أي شيئ يذكر بل اللقاء  كان من أجل        التشاور وتلقي الإملاءات  وإظهار ألمانيا كقوة يهمها استقرار المغرب العربي .لكنها في الحقيقة تبحث عن مصالحها الاقتصادية وتريد أن يكون لها نصيب  في المنطقة  الغنية بمصادر الطاقة.المغرب الذي لعب  دورا كبيرا في تحقيق المصالحة وتشكيل حكومة الوفاق .لم يجد تفسيرا لإقصائه من مؤتمر برلين .و لدعوة كل الدول في شمال إفريقيا.إذا من لقاء برلين بدأت العلاقات  تعرف تدهورا وفتورا ،والخاسر تعرف فتورا .وازدادت بعد التقارب الكبير الذي عرفته العلاقات الألمانية الجزائرية ،هذا. التقارب الذي كان في الحقيقة  تغلل  استخباراتي واقتصادي ألماني في المنطقة ،تغللا كان المستفيذ الأكبر منه هو ألمانيا الاتحادية والخاسر الأكبر هو دول المنطقة بدون استثناء ،ألمانيا كانت تسعى فقط لحماية مصالحها الإقتصادية.وكان لها ما أرادت في الجزائر .وكان من نتائج هذا التقارب  توتر في العلاقات  مع المغرب بسبب الموقف الألماني من ملف الصحراء المغربية .إذا الجزائر نجحت بمنح ألمانيا امتيازات من أجل تغيير موقفها من الصراع في المنطقة  ،وكانت مكافأة ألمانيا لها  دعوتها لمؤتمر برلين.المغرب الذي اتخذ قرارا بوقف كل التواصل والتعاون مع السفارة الألمانية بالرباط هو قرار سيادي  ومبني من دون شك  على متابعة دقيقة  ومن دون شك أن القرار المتخذ جاء نتيجة عمل مخابراتي تجسسي للأجهزة الأمنية الألمانية ولمواقفها ضد المغرب في الاتحاد الأروبي وفي محكمة العدل الأوروبية ،ودعوتها لاجتماع طارئ في مجلس الأمن في جلسة مغلقة لمناقشة الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء .هذا التحرك الغير البريئ  كان لإرضاء الجزائر  التي فشلت فشلا ذريعا في هذا الملف بعد الإعتراف الأمريكي .من حق المغرب أن يجمد كل تعاون مع ألمانيا  التي أنقذتها الأجهزة الأمنية من عمليات إرهابية خطيرة .ومن حق المغرب بعد الإنحياز الألماني للجزائر في ملف الصحراء أن يجمد كل أشكال التعاون مع ألمانيا.والتي ستكون الخاسر الآن وفي المستقبل  لأن المغرب هو بوابة إفريقيا ،والمغرب شق طريقه بثبات نحو عمقه الإفريقي السوق الواعدة .الدول العظمى أدركت الدور الحاسم الذي يلعبه المغرب في شمال إفريقيا  وسارعت في تعاون اقتصادي معه  من خلال استثمارات مهمة .ويأتي على رأسها الصين والولايات المتحدة التي خصصت ميزانية ضخمة للإستثمار في الصحراء المغربية وفتحت قنصلية لها في الداخلة لتدبير هذا الملف.إذا المغرب يخطو بثبات لتحقيق تطلعات شعبه في النماء وتمتين العلاقات مع دول إفريقية عديدة .والحفاظ على استقراره .وبالتالي استطاع بسياسته المتزنة أن يحافظ على علاقة مع فرنسا وإسبانيا  وفي طريق تحسين علاقته مع بريطانيا العظمى التي من الممكن أن تخطو خطوات الولايات المتحدة في فتح قنصلية لها في الأقاليم الجنوبية اعترافا بمغربية الصحراء وفي نفس الوقت التغلل في إفريقيا اقتصاديا انطلاقا من الصحراء  ،خصوصا بعدما قرر المغرب بناء ميناء بمدينة الداخلة.ومن حقنا بعد هذا التحليل لمايقع طرح مجموعة من الأسئلة لتكون في المستقبل أرضية لمواصلة هذا النقاش بحثا عن حلول ومساهمة منا لتقديم مقترحات لإصلاح ما أفسدته السياسة والمصالح .لماذا لم تستطع الدبلوماسية المغربية التأثير في القرار الألماني ؟لماذا لم تستثمر الدبلوماسية المغربية الدور المهم الذي تلعبه الأجهزة الأمنية التي تنسق بشكل كبير مع الأجهزة الألمانية لحماية ألمانيا من الإرهاب ؟هل من مخرج للأزمة التي تعرفها العلاقات المغربية الألمانية؟أي دور يمكن أن يلعبه النسيج الجمعوي المغربي في ألمانيا للتأثير في القرار السياسي  لمراجعة ألمانيا موقفها من قضية الصحراء وتلتزم الحياد مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ؟ثم هل من مصلحة المغرب تجميد علاقاته مع ألمانيا ووقف كل أشكال التعاون؟ أسئلة نبحث عن أجوبة لها من خلال بحث معمق 

يتبع ………

حيمري البشير كوبنهاكن  الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube